مخاض عسير
أحيانا تخوننا الكلمات وتعجز عن وصف ما نشعر به ، وتجف أقلامنا ، ربما تتداخل الحروف والكلمات ،ثم يعجز اللسان عن التعبير ، وتعلن الكلمات عصيانها فالكتابة يا صديقي مخاض عسير ؛ وهي توليد الكلمات وإخراجها من رحمها ؛ فإذا كان الفن يولد من رحم الألم ، فإنها تولد بعد مخاض عسير للروح فما أصعب هجران الألفاظ ، فإذا أدمنت الكتابة والقراءة سيصبح القلم هو صديقك وهواءك ، ثم متنفسك... فهي تشبه النفساء التي تعاني من وجع الولادة ؛ لكن بعد ذلك تذرف دموع الفرح وهي حاملة ابنها أو ابنتها...أحيانا نمسك القلم و أيادينا ترتجف من شدة الخوف ، ومرد ذلك الابتعاد عن الكتابة والقراءة.... ومما يزيد الطين بلة عندما نشبه ذلك البياض الذي يظهر على الورقة بثوب الكفن .... نمضي قدما إلى الأمام ، ونحي الأمل ونتشبث به من جديد ، ونحاول مرات ثم مرات لعل القلم يستجيب...لكن ندرك حقا بأن مخاض الكتابة عسير ، وأن تصيغ الحروف والكلمات لتتناسب مع بعضها البعض ، وتعطيك معنى براقا له حماس آخر فهذا بمثابة فن وإبداع لا يتقنه إلا القليلون... فليس من الهين أن يجيده أي كان ، وليس من السهل أن يكون قلمك سيال ، فالكتابة موعد مع المستقبل ، فهي تأتي بعد قراءات وقراءات متعددة ، فأحيانا تكون مرة (بضم حرف الميم )عندما تمسك القلم ولا تستطيع أن تكتب شيئا ، وتزداد مرارة عندما تعلن الكلمات عصيانها ...
بقلم عمر العباسي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع