كما كنّا
—————
كلّما يرتدي صدرُ الجوعِ أضلاعنا
نهربُ كما كنّا إلى شفتيك
نقرأ فيهما المعوذتين
من شرِّ ما سبق وما لحق .
كما كنّا
نمسحُ الجراحَ ببقعةِ أرضٍ
أمست تحلمُ بأقدامِ النجباء
بينما ريشةُ القناعةِ ترسمُ على وجهِ الورود
بسماتٍ لن تزول بذبولِ الندى
أو بمحلولِ مسحِ البقع .
كما كنّا
نتعلمُ من العتمةِ كيف نستنطقُ السّماء
ونرجو من الرجاءِ أن يعتقلَ القنوط وسطَ الدعاء ،
نتعلمُ من البدرِ التحديقَ في ثقوبِ النجوم
لنرى ما يفعلُ الملاكُ أثناء البزوغ ،
نجدُ أنفسنا عراةً
كنّا قد خلعنا العفةَ
أمامَ عاهراتِ الفضاء ،
يمسُنا مسٌ من غضبِ الضياءِ الحليبي
وقت الشجن
الذي يشعلُ هسهسةَ النّاي
بأغنيةٍ عفا عنها النّهارُ وشرب
حينما نستبق النبيذ إلى أفواهِ الكؤوس .
كما كنّا
نقطفُ الألوانَ العبثية
عندما ينضجُ اللّيلُ بنا
وعناقيدُ السهرِ
تتدلى بمئاتٍ من ( سوالف أجدادنا ) ،
المحايدُ منا هو الغافي على أريكةِ الشخير
لا يعلم متى ماتَ البطل
ومتى استولى على القريةِ عفاريت الزمن .
كما كنّا
نقيسُ جذوعَ النخيلِ بأعمارنا
وكلّما زادَ وزنُ السنين
نقفزُ من الأعذاق
لنلقي تحايا الرُطَبِ
على عجوزِ النحيبِ
وعلى العائدينَ من دونِ حقائب
الذين كانوا كما كنّا يحتفظون
بصيفٍ أبيض لصقيعٍ أسود ..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
عبدالزهرة خالد
البصرة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع