من ثقب الإبرة
من ثقب الإبرة
تطل أمي
ترتق الوصايا بخيط من غبار
تنفض نعاسا
كان يراود جدتي قبل اكتمال الحكاية
أعناق الأحلام المشرئبة
تقطف أزاهير الكلام
تنظم قلائد لجيد القصيدة
تمر امام نافذتنا المواربة جياد مروضة
تتقن الرقص على إيقاع أنفاسنا المتلاحقة
كانت امي
قد ضفرت أعرافها الطويلة
جدائل من عقيق
معطرة بالصندل الخرافي
وجلجامش يتكئ على دكة الحكواتي
يستبق المكتوب إلى
جسد الريح
الممدد على طول الطريق
الرحلة لم تبدأ بعد
كم عشبة نمت
كم نملة باتت على الطوى
كم افعى مجت سمها في بئر الحرمان
تعتقت مرارة الغياب
لملم القصر شرفاته المهدمة
صفق أبواب الكتمان
وظل جلجامش على صهوة الرحيل
والإبرة في كومة القش
وأمي تخيط حكايا جدتي بلا خيط
وتطل من ثقب الإبرة
تهش على
غيمات ترعى في درب التبانة
تتقفى خطوات نجمة هاربة من المصير
من شقوق النافذة
يصلني صوت أمي عند المخاض
حملتني كرها
وضعتني كرها
ولدت ومعي كفني
18/5/2019
فاطمة محمود سعدالله/ تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع