حديث الموتى
سأل كبير الموتى النزيل الجديد:
_ كيف متّ؟
ردّ :
_" بكل بساطة..بكل سهولة..
أغمضتُ عينيّ ونمتُ...متّ .
جئتكم بمحض شوقي
بكلّ إرثي
ولكني نسيتُ عينيّ شاخصتين في سقف بيتي
ترعيان أهل بيتي..
أنا أسمع ولا أرى
وأنتم هل ترونني؟"
شقّ صوتٌ /شهابٌ مجلسَ الأموات
غمغم.(.نحن نسمع ولانرى
محاجرنا فارغة
نترك بؤبؤ العين مسارج معلقة على أسوار المدينة
مدننا في حاجة إلى حراس.
وأنت أيها الشيخُ ؟)
جاء السؤال منغما بنبرة شوق أطلت من شقوق قبر ناءٍ
"لعل طابقا شاهقا في عمارة قديمة
قذفني...فطرتُ
ثم هوَيْت..
أو قد أكون تهيّأ لي ذلك.
ربما لم أغادر غرفتي...
أذكر شواظا من نار تزحف..وتأكل كل عشبة خضراء
ركضت..ركضت
مددت الخطو...وقعت
ركضت..ركضت
مددت يدي..
أثقلني الخدر..اختنقت
يبدو أنني هكذا متّ..
وهكذا ..جئت."
همهمات.. أصوات..
حكايات..آهات ..إشارات
رددت جوقة نسائية قُداسًا جنائزيا:
(أيُّ موت؟
أيُّ حياة؟
من الأحياء؟ ومن الأموات؟
خلفنا قبور تمشي نائمة
بيننا قبور تنام صاحية
من هم؟
من نحن؟
أكلت النار الماء
ولد الماء تنينا..
ولا أحياء ولا أموات..
انتهى الدرس..
لا موتَ ..لا حياةَ.)
فاطمة محمود سعدالله(تونس) 1/2/2020
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع