هواجس مثقوبة
——————
في بالي أن أكونَ سمكةً ونهراً ونفسي تغطي الضفافَ برمالِ راحتي فتكويني ممزوجٌ من السائلِ والجماد ،
قبل أن تقرأ عيونُ الليلِ نبوءاتِ النبراس ، وبعد أن يحلَّ وقتُ الهبوطِ على مدرجِ المغادرةِ إلى ناحيةٍ أخرى من الغرب ، يعطيني الغروبُ أحدى أطراف الغيابِ ويأخذُ عني مسافةَ الوقتِ الوعرة ، على مقربةٍ من أردانِ الراهب المثرّثر ، هناك نطفةُ ضوعٍ لها ملامحُ بلاهةِ زهرةٍ ضاعت ضفيرتها في أسواقِ الشتاءِ اللعين ، المعروفةِ بسماسرة قابيل لبيعِ أسلحته الفتاكة ، عاتبني البزّازُ فكلّي صمتٌ ، وسألني الجزّارُ فكلّي جلدٌ مسلوخ ، بيننا بُعدٌ يرتدي الأفقَ اللامعَ وقد أصابهُ الغثيانُ في حضرةِ القبطانِ الذي ينوي إرتداءَ قمصانِ الرّيحِ في هذا العصفِ الراهنِ من عهدٍ يلتفّعُ مواعيدَ كاذبةً مخطوطةً في دساتير سندباد ، انحدار طعمِ الرغيفِ الساخنِ نحو دندنةِ الملحِ الخشن القابع في صرّةِ عجينٍ سمراء بلونِ كفٍّ يعاني من خلو الأساور بينما الأنامل مشغولةٌ بتنظيمِ مسيرِ قوافلِ التفاسير والتاجر استعارَ النوافذَ من ذلك الزمانِ بلا فائدةٍ تحتسب على قيراطِ أذنٍ لا تسمع هواجسَ الندى المثقوب بأزميل الصباح .
………………
عبدالزهرة خالد
البصرة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع