ليس هناك جمرات تنشر النجوم في قاعة
الجلوس وليس هناك كانون فيه جمرات
ولكنهم جلسوا يتسامرون ولو أن أغلبهم
كان ممسكا بهاتفه يسترق النظر بين الحين
والحين فالأخت زائرة وستعود والخالة
تأتي لتسلم وستعود .
قالت الأم متذكرة أباها :
كان جدكم فلاحا قلبا وقالبا. يحب أرضه
ويعشق حقوله ويغمرها ماء كلما "جاءت السواقي"
ومتي جاء الماء حتى في الليل العميق.
كان باعة الخضر والغلال ينتظرونه ليقتنوا بضاعتهم
وكان يعود محملا بالخيرات وأجمل ما يأتي
فساتين بناته واربطة الشعر الملونة
كان يحب البنات ولم يمنع دخولهن للمدارس وقد
كان ذلك بمثابة تحديا للبلد الصغير
ولكن حين يأتي الزوج لامجال لأتمام الدراسة.
أمنت على اقوال أمها لأنها تعرف جدها أكثر من
بقية الحاضرين
وعادت الى براري العمر تأخذها ذاكرتها بعيدا
ويضعها حنينها بجانب جدها ذات طفولة بعيدة
كان يرصف حبات الخوخ ينظفها بفرشات
ويمسحها بيديه برفق وحين يتفطن الى حفيدته
يمد اليها أنضجها واجملها وأكبرها.
كانت تراه عملاقا أوقل الاها في ذاك الزمن
الذي كان فيه الكبار كبارا والأعمام أعماما
والأخوال أخوالا.
وتتذكر حين يجيء المغيب وتذهب الشمس
الى مخدعها لتنام في الليل
كانت تسمع صوته وهو يؤدي صلاوته ثم
يقرأ القرأن
وتظلم الدنيا وتشرق السماء
وتسأل خالتها وهي الطفلة الصغيرة
عن تلك الدائرة المنيرة المطلة من النافذة
فتقول لها
انها "الڨمرة"
فتسأل في براءة وماهي الڨمرة؟
تجيبها:
انها أمرأة لم تنجب أطفالا وطلبت من الله أن يرفعها
الى السماء لتنير الظلام فلا يخاف الأطفال حين
يسيقظون ليلا في ليالي الصيف في الواحات الجميلة.
فتنام الطفلة على صوت القران يرتله جدها وعلى نور الڨمرة
تحرسها.
ويضحك الأطفال ويقولون ماهذه الخرافات؟
ولايعلمون ان ذاك زمن الأمان والدفء والسلام
والطمأنية وانه قد ولى وذهب وحل محله
زمان الرعب والتوحش واللاطمأنية .
امال.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع