قصة قصيرة بعنوان / قبلة بعد نهاية الحرب ..
**أينما ذهبت و جلست ساق على ساق , قالوا ,, انرت ايها المهاب ,, المغوار الغائر ,, في كل مغامرة كذاك الأعصار المخيف الذي دمر و سحق حتى قضى على كل شيء من حوله مخلفا وراءه كارثة سوداء بشعة يصعب عليك تصديقها , و ان غادر بسلام ترك في صدور سكان المدينة أزمة نفسية شديدة لجعلهم غير قادرين على العيش بسلام , إلا تلك الحسناء الجميلة التي تقيم في مقهى والدها الأشيب , لا تعترف بأية معاهدة أو تقتنع بالسلام أبدا , بالرغم من تقديمها لي فنجان قهوتها الساخن كلما أشتقت النظر للمعان عينيها قمت بزيارة ذلك المقهى المزدحم بأولئك الرجال القتله المحتالين المارقين الفاقدين دوما المتواجدين من أجل أستراق النظر اليها , و كالعادة كان الجميع يتربص و الآخر يتغامز و الآخر يتهيأ و الآخر يتفحص سلاحة من أجل أخافتي , ههههههه يا ويلتي على خيبتي و ذلك القبح الذي ينتشلني , و أنا متماسك النفس أنظر اليهم بنظرات تطفل لاحاول تهدئتهم و أستقرارهم دون قتال حتى التلذلذ بأحتساء قهوتي , و هي كانت تقف خلف طاولة التقديم تصفف و تلمع بعض الفناجين بتلك القطعة البيضاء كأنها سرقت من بياض ثلجها شيئاً , يا الهي أخبرني كيف رسمتها و من أي طين خلقتها و من أي رحم ولدتها حقا أذهلتني بسحرها و جعلتني عبدا ضعيفا مطيعا امام جلالتك و امام جلالتها , و فجأة بعد آخر شربة بما تبقى من فنجان قهوتها حدث شيء ما لا أعلم سوى ان احدهم وقع على طاولتي يمتلؤه رأسه بالدماء نظرت الى جانبي و إلا اربعة افراد يحملون السلاح لرهبتي و أخافتي من أجل مقاتلتي و السيطرة على المكان , حينها نظرتُ اليها بنظرة استغراب أشارت لي بطرف حاجبها قاتلهم , لكن لا اعلم بما كانت تحمله في سرها و ما بين يديها و مازالت تقف صامتةً خلف طاولتها , حينها وضعت يداي على طرف الطاولة محاولا الرجوع الى الوراء للوقوف و أذ بأحدهم يرميني بسندان أزهارها , صرخت في وجهه قائلا ألا تخجل بما عبثتُ في أشيائها , حينها حملتُ احد كراسيها مهرولا الى جانبه و قمت بتحطيمه على رأسه و من كان معه حتى أيقظت شياطين موتى أسلافها , حينها عدت الى جانب الكرسي القريب من طاولتي حملت سترتي و قبعتي اتخطى للخروج وقفت على اجسادهم التي كانت تنزف دما قائلا سارحل و ساعود قريبا ان رأيتكم هنا ساسحق رؤوسكم و من معكم دون خجل او تردد , فاكملت مسيري قاصدا الخروج من المقهى و إلا بها تلحق بي تنادي أنتظر ايها الرجل , توقفت للنظر الى الوراء و أذ بها تترك قبلة على جبيني قائلةً أرجو ان لا تطيل في غيابك فقط , ثم عادت الى الداخل للملمت ما تبعثر من ممتلكاتها ..
بقلم الكاتب / مهند كريم التميمي !!
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع