الملكُ السّعِيد ......
أَمامَ المرآةِ وقفَ
ككُلِّ مرّةٍ يبحثُ عن تفاِصيله
عنْ ذاتٍ تقاذفتْها الأوقاتُ
هو المُوزّعُ بين ليْله الغامِض
ويومِه الظّمآن
تثبّتَ .. هالهُ ما رَأى
عينْان تُنيخان
لا لمْعةَ تُغرِي
لا مَعنَى تُبلّغان
أمّا الفَمُ فتدلّتْ منْ حوافّ الشّفتين
ابتسامةٌ حَزينة تَنْعى
فطْنةَ العينين
اِرتجف قلبُه
تحرّكتْ يدهٌ تُمسك بالمرآة
همسَ :
مِرْآتي يا مِرْآتي
لِمَ تُشيحِين عنِّي
أحقًّا سلوْتِني
أمْ أنّنِي أوغِلُ فِي التّجَنِّي
أمَا عدتُ في نَظركِ الملكَ السّعيد
صَولتِي حَامية
يَدي طولَى
أحقّقُ مَا أرِيد
تنهّدت ثُمّ تمتمتْ
ولّى الزّمان ُ
والملكُ السّعيدُ جرفتْهُ موجةٌ
أنتَ صَانعُها
أنتَ مَنْ شوّشَ وُضُوحَ المرايَا
فبتُّ أنا الشّهيدة
أنتَ مَنء دفنَ العدْلَ وما عَلم
أنّهُ وَأَدَ السّلامْ
مَا عدْتَ مَلِكِي السّعيد
وما عدْتُ مِرآتَكَ
أيّهَا التّائهُ فِي الظّلُمات
طريقُك هاوية
وأنا في باقِي أيّامِي
لا أودُّ أنْ أكُون للصّدقِ مُجافية
عَضَّ على ناجذه
تحسّر
ليُتنِي مَا ضيّعتُ حِكمةَ الأوّلين
ولا أصبحتُ غريبا
بين الأواخرِ
ليتَ السّعادة مَا نبذتنِي
فأضحيْتُ لقيطًا في جُعْبة التّاريخ
عرْيَان منِّي
مِنْ كلِّ شيْء
تأكلنِي الضّباعُ كمًا أكِل الثّورُ الأبيض
بلِ الثّورُ الأبيض في الحِكاية
أشْرَف منِّي
أنا النّطفة الحمْقَى
في المجاهل تِهتُ
ومرآتي عَمِيَتْ عنّي
لأنّها تخْجلُ بي
وتراني هجينْ .
تونس ......6 / 9 / 2020
بقلمي ....جميلة بلطي عطوي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع