حكاياتُ البنفسج 36
بوّابةُ الصّعود
وأمّا الزّبدُ فتصرفهُ الرّيحُ
كعابرِ سبيلٍ
وأمّا ما ينفعُ الأرضَ السّمراءَ
فيمكثُ في نسغِ الوارفات الباسقاتِ
ذات العرضِ والطّولِ
***
تعلمُ السّماواتُ السّبعُ والأرضُ
وأوركيدُ حائق بابل
وبنفسجِ باشان
وزنابقِ فينقيّة
وياسمين آرام
وجوريّ كنعان
أنَّ زائرَها الّليليّ في علاه
ليسَ بقاطعِ طريقٍ
أو عابرِ سبيلٍ
تعلمُ سنابلُ الحقولِ
في ربيعِ العُمرِ وعندَ الحصادِ
أنَّ نسمات الشّوق العليلة
وطلّ النّدى الّليليّ ليس مصادفةً عابرةً
إلى الأفقِ البعيدِ
***
الحقَّ والحقَّ أقولُ
ليسَ من الحظِّ في شيءٍ
أن تقعَ نجمةُ السّماءِ
في حمى المشترى
كما ليس للمدادِ عذرٌ
على قرطاسٍ تذروهُ
عاصفة الرّمالِ
***
سأمضي كطائرِ الفينيقِ
من أقاصي البلادِ إلى زهرةِ المدائنِ
أسعى
ماشياً حافيَ القدمينِ
إلى ثراها القدسيِّ
وأحيي قدّاسَ عشقنا الأبديِّ
في بيت الخبزِ والكرمةِ المباركةِ
باسم سيّدنا ومولانا الكلمةِ
وأشعلُ حطبَ التنّورِ
وأوقدُ مبخرة الحبِّ والسّلامِ
من ناصرة الجليلِ
إلى مهد النّور
والقيامة المجيدة
***
أنا العبدُ الفقيرُ سأحيا
على كسرةٍ مباركةٍ
وزيتِ زيتونةٍ لا شرقيّة ولا غربيّة
أسرجُ بها سراجَ الطّريق
إلى معبدِ العهدِ العتيق والجديدِ
بوّابة الصّعودِ لحمى الرّحمن الجليل
د. سامي الشّيخ محمّد
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع