حكايات البنفسج 13
حارسُ الكرى
إنَّ في محيّا الشّمسِ ووجهِ القمرِ
آياتٍ بيّناتٍ من الودِّ والنّورِ المُبينِ
لسيّدةِ السّنابلِ
بنفسجةُ البلادِ
ياسمينةُ الزّمان الفريدِ
جوريّةُ الصّباحِ النّديّةِ
أوركيدةُ المساءِ النّاثرةِ عبيرها
عبر الكونِ الرّحيبِ
ريحانةُ العمرِ
حبقةُ الدّارِ
شقائقُ النّعمانِ في نيسان الحبِّ
أيقونةُ المعبدِ
طيفُ عاشقةِ الّليلِ والنّهارِ
***
يأتيها نبأُ الغيومِ الهطولةِ
والسّحابِ الخفافِ والثّقالِ
مع هبوبِ الشّوقِ ورياحِ الحنينِ
وبرق الشّتاءِ
في موسمِ السّخاءِ السّماويّ
على أرضها العطشى
وسهولِها الواسعةِ وتلالِها الخُضرِ
والرّاسياتِ الثّقاتِ
تراها العيونُ الّتي في أصدافِ البحرِ
ومحارِ الهوى العذريِّ
وبين الضّلوعِ المسبّحةِ
باسمها القدسيِّ
***
ما ضلَّ الفؤادُ عن زيزفونةِ الدّيارِ
العامرةِ بالحُبِّ والرّضا
ما زاغَ البصرُ عن بدرِ الدّجى
وما طغى
أتوضّأ من جداولِها الجاريةِ
بماءِ الوردِ خمساً
أقيمُ الصّلاةَ في معبدها الطّهورِ
سبعاً
أتبتّلُ في محرابِ عشقها السّرمديّ
من طلوعِ الفجرِ
إلى قيامِ الّليلِ
***
الرّحمنُ يرعاها كُلِّ صباحٍ ومساءٍ
تحرسُها النّجومُ والثّريّا
وحارس الّكرى
تهفو الجنانُ إليها
كُلّما جنَّ الحنينُ إلى حماها المُباركِ
في موطنِ القداسةِ الأولى
***
نادت بأعلى الصّوتِ فارتدَّ الصّدى
على مسمعِ الكونِ
أيّها المباركُ في العُلا
تبارك الذّي بيده المُلكُ
تباركَ أحسنُ الخالقين
في الوجودِ والنُّهى
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع