عذرا أوت
أخافك
كل الخوف
ويعتريني أسى فيك ثقيييل
ولكني لا أكرهك أبدا ولا أكره الحياة
شكرا شهر أوت علمتني أن لا أحب الدنيا
حبا جما ولا أعبد المال أبدا بل تمنيت لو لم يكن
معبود الناس وساحر الأنام ومقلب قلوبهم ومغير مواقفهم
وقاتل ضمائرهم ومغرقهم في الأنانية والحسد والكراهية
والحقد
عذرا كل العذر يا أوت ا
لا اكرهك رغم أنك علمتني أن أعز كائن فان رغم طيبته
رغم صدقه رغم تواضعه رغم حبه للناس والأطفال
بنينا وبنات برغم كرمه ووسامته مات.
فعرفت أن العمر رمشة عين وأنه مجردسراب مجردخيط دخان.
عذرا أوت في ليلة من لياليك الصيفية الطوييلة تلك انقبض القلب وغادر النوم وأرقت العينان واستبدت بالنفس
رعشة البكاء والكأبة
واعتراها حزن غريب وهي التي كانت لا تحفل بالالام
ولا تبالي بالأحداث وهي التي كانت تطفح بالامال
وهي التي كانت تعرف أن لها ظهرا يسندها ويدا
تربت على كتفيها مهما تقدم بها العمر وصارت
تربت بدورها على الأكتاف في البيت وفي الاقسام
فجأة وبدون اعلان ينتهى كل شيء ويهتز بها
المكان والزمان والأمان والفرح واالأاحلام
فجأة يغور كل شيء ولا يبقى الا اليباب
والجفاف والتصحر يغزو الوجدان يكسر
الخاطر يدمر الفؤاد يقصم الظهر
وتصبح كل الدنيا أكذوبة وكل العواطف أقنعة
وكل الكلمات هراء وكل الخطاب هذيانا
أكشفه فيك يا اوت.شكرا
أوت جعلتني أنظر الى كل هؤلاء المتكالبين
على الدنيا كل المتسلقين كل الانتهازين
كل الخونة والمخبرين والطغاة لا يسوون
شيئا امام الموت تلك العدالة الالاهية الواضحة
وضوح الشمس
كل الظالمين الكاذبين المراوغين كل من قال
"انا الالاه" كل من قال "مات الالاه "كل من قتل
ودمر واحتل واستعمر كل من اعتدى قيد أنملة
كلهم شملهم القدر والقضاء المحتوم والقانون
المسطور وغادروا الدنيا غير مأسوف عليهم
ماتوا ولم يمت الالاه كلهم غرقوا في الطوفان لا فرق بين
كبير وصغير فقيرو غني راع أو رعاع ملك اورعية
سيد او عبد رجلا كان او امرأة وبقيت مصر وروما
وقرطاجة وبيروت والقدس والفيتنام والهندوووووو
وبقيت الشعوب بفنونها وحضاراتها وعلومها وضحكاتها.
شكرأ أوت قتحت عيني على الحقيقة.أادركت أن العمر قصير وأنه اختبار
والعمر طريق والصبر فيه أصدق رفيق
واننا نسرق منه بعض الأفراح ونقتنص
بعض الضحكات والباقي أوهام في أوهام
فلماذا نصرفه في الحقد والكراهية والخصومات
التي تنغص الحياة وتقلص نسبة المسرات تلوث
الايام
وتمتص ذرات الأوكسيجان فنموت أحياء ونعيش أمواتا.؟
عذرا شهر أوت
فيك بقي القلب عاريا بين الضلوع وظل يرفرف
ويضج ويبحث دون جدوى ولم يهدأ له نبض .
عذرا أوت
فيك تستفيق أحزان الدنيا وتظلم الطرقات.
شكرا اوت لانك علمتني كيف أطيل
ثواني السعادة وأكتب تفاصيل المسرات
لعلها تخفف كثافة الظلمات.
وأكتب لأغطي بعض الوشم الكئيب المختبئ بين الرموش
والابتسامات.
امال بنعثمان
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع