موت وحياة - حمزة راضي الفريجي

أغار من الهمس
الذي يرقى
ألى الصمت
يتلاشى مع المدى
المنظور
واللا منظور
حضورك نغم ناي
وشدو ربابة
يمزقني من الداخل
ويطعن سحنة وجهي
بسواد فاحم
وأنا واقف كالمشنوق
تحركني الريح يمينا
يسارا
لكني أعود طيرا أبابيلا
يضرب القلق المحموم
والهم الصاعد والنازل
من أشرعة السفن الغاطسة
في جوف الطين
قاربي مهشم
وأنا معدوم
في ساريتي
كالمسيح
واللمس يأخذني
لجزر السندباد البحري
يطوف بي
من الرأس
الى القدم
وانا أتعكز ألآن
على أمنيات
لا تمد لي يدالنجاة
اقاتل فبها
جنود الغزوة الأولى
وخسارات لا تعد
ولاتحصى
اشم رائحة الدخان
من حرائق حروب شتى
لا تغني عن وجع
ولا تسمن من جوع
تعمي الأبصار
كغشاوة الماء الأبيض
في عين الأعمى
لا يرى ما نراه
نجوب في واد غير ذي زرع
وأسراب الطيور المهاجرة
تغادر الأمكنة
إلى أعشاش العام المنصرم
ستأتي ثانية
وتغادر
مرة أخرى
أتربع في الفراغ
بجسد لا يحمل ثقلا
ولا مساحة
تزاحم الأخرين
طائر بين السماء والأرض
لا يلامس ذرة تراب
هو طائر خرافي
لا يثبت على حال
يتقمص أجنحة
لا تطير
وأقدام لا تتخطى
بين الغيمة
والغيمة
البرق الممتد
على شفاه الغيم
يؤذن بالعودة
ويمني النفس
بما ثقلت موازينة
سيأوي إلى جبل
يعصمه من الفيضان
والصدى يقول له
لا عاصم اليوم
من الموت المؤكد
سقطت ورقتك
التي خط بها اسمك
وشاهدة قبرك
ألآن تموت
وغدا تحيا
تحيا