سـرقـتني خـطـواتـي حـامـلة بـواقـي جـسـم إنسانـة و حِمـل قـلـبـي اليـافع، الذي تـوالت عـلـيه النـكبات إلى ذاك المـطر الربـيـعـي الساكن عـمـق روحـي، الذي يطوق سـقـف خـيـمـتي كل حين كزائر لـطـيف يـحـمـل بـسـمة أمـل عـلى شفـتـيـه، يداعـب سـمـعـي بـكـلـمات تـعـصف بـهـا الريـاح إلى غـير أُذن، أغـازل هـمـس الـعـصافـير فـي مـشيتـي بخـطـوات تـصغـي لـعـويل الـريـاح و أسرق الـنظر مـن شـفاه العـابـرين حـولي، بينـمـا أسـتحـم بدفئ الـشمـس و كأني إنعتـقت مـن سـجن مظـلـم أرهـق كـواهلـي، إنتقيت مكـانـاً يلـيق بجـلـسـتـي في ركـن مـظلم مـعـزول، إنـه المـكـان الـذي يـعـيد للنبـض مـحـياه..... بينما كانت أعـيـن الجـالسين تتقافز حـولي وبينما كانت أمواج الحياة تتقادفنـي وعلى حين غـفـلة منـي وقـف أمامي لـيأخد طلـبـي، كـان شـابـاً فـي مـقـتـبل العـمـر ذا ملامـح هادئـة، جـذابـة تتـمـيـز بالـرجـولـة و الـبـساطـة، يـنـطق وجـهـه الـمـسـتطيل بالنـضارة و الـجـمـال الفائـق و عيـنـاه الـسـوداوان الواسـعتان اللامعتـان بالصفاء والحـسـن، أنـفـه المـسـتقـيم الأشـم بالقوة والتـنـاسق، فهـو من الـوجوه الـتي أودعتها الـطبيـعة جلالـهـا و جـمـالهـا مـعـاً، أُسـدلت أشرعت إبـتـسامتي لترسو عـلى شـواطئ من الدهول، الحـروف المـنـطوقة ضاع صداهـا، أجـبته بصوت خافت يكـاد لا يسمـع أريـد كوبـاً مـن اليـأس لـعـله ينهي قـلبي المحتضر سكرات موته ، وأنا في غمـرة دهـولـي كرر سـؤالـه و أعادنـي من بعيـد فأجبـته بكـلمات متقطعة تـئن تـحث صمـت من الكـبـرباء مـشروب بارداً، أتجرع من خـلاله تـلك الذكريات الباردة وتلك الأمـانـي الـمـمزقة الـتي دلفـتها أمواج الـحيـاة الى اليابـسة.....
اليابسة التـي لا أملك لها عنـوانـاً، كنت أداعـب ذاك الكأس بـأنـاملي و أتحـسـس برودتـه الـمنـهـطـلة من سحـب أحداقه....وبدون أن أتذوقـه إنطلقـت مـودعة مـوت الـحـياة إلى حيث الولادة الـجـديـدة
بقلم: نـهـيـلـة حـنـان
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع