يا سَيد الشُهداء
يا سيدي
يا سيّدَ الماءِ والظمأ
اسمحْ لعطشي
أن يسافرَ لرحابِكَ الممطرِ بالنور
لأصلي صلاة الحبِّ
متوضئةً ببِحارِ نورِك
ومغتسلةً برمالِ كربلائك
لتمنحني طهراً سماوياً
*
يا سيّدي
اسمحْ
لقلبي أن يعرجَ إليك
أن يُرتّلنِي آيةً في سَماكَ
فَأرقى ..
وفي قابِ قوسَين
أغرِسُ شَوقا
يَقدُّ قَميصَ السماء
يُطرّزُني بالظمَأ النديم
وبِأَنّاتِ قَلبٍ
يُرَتلُ دمَ الشهادةِ
فيسمو كسوسنةٍ في حقولِ الجراحْ
*
يا سيدي
اسمحْ لي
أن أقبِّلَ بين عينيك انبلاجَ الصباحْ
أن أتنفَّسَ معنى الجَّلال
أن أسبِّح في ظِلِك للجَّمال
لأسجُدَ في جَّنةٍ من دَّلال
لأقرَأَ فَاتِحةً للخيال
تُعانِقُ جِيدَ السَّماءِ بٍوَحيٍ
تُفَسِرهُ دَمَعاتُ العّيون
إذا مَا تَنامُ على كفِّ مُحَمَد
هل تنام على هذي الرُّبى لِتَغفَو
*
يا سيدي
سأمسَحُ عنكَ دماءَ الخضاب
هناكَ على غيمةٍ ساهرة
أنامُ على طَريقِك المُقَدَس
روحاً مطهَّرةً بالنداءْ
نَذَرتْ لكَ الوجدَ حلماً
وعشقاً سماويَّ الوَفَاء
لِتَبقى بمحرابِ حُبك سجدةً
تطوفُ بظلِّك حتى اللقاءْ
*
يا سيدي
قلبي شراعٌ يسافرُ إليكْ
أغيبُ ودمعي يشيخُ بعيني
ويأتي إليك
وأقطِفُ تَّسبيحَةً شَاكِرةْ
من ملكوتِ نورِك في السماء
*
يا سيدي
اسمح لي
أن أَطوفَ حَولَ شموخِكَ
أُقبلُ ما تُقدسهُ العيونُ
لتذوبَ روحي بنورِكَ المُقَّدس
فَأصبَحُ في سمائكَ نجمةً للدعاء
وفي كربلائك حبَّةً رملٍ
تطيلُ البكاء
*
يا سيدي
وقَبل انتهاءِ الصَّلاة
أُسلِّم تَّسليمَةً وَاحِدةْ
وأرجئ تَسليمَّتي الثَّانيةْ
إذا مَا أعود أشدُّ الرِحّال إلى ضَّريحك
لتَّغسِلُني كَّفَاك الطَاهِرةْ
هَل تَسمَح لِي أن أمسَّح
عَن جَبينَك دِماء الشَّهادة
أثر السِهامِ الغادِرَة
وَاسجُد بَينَ يَّدَيك سُّجودَ الخُلود
لعلنَّي ...
أراكَ ... وأسبح يومَ اللقاءِ ببحرِ سناكْ
الشاعرة / دنيا علي الحسني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع