يا بلدي
ها أنت يا وطني تتربّع على عرش البهاء
و الطّريق إليك يختفي تارة و يظهر أخرى
و المسافة بيني وبينك قلبي الّذي بك ابتلى
أسعى بين دروبك ابحث فيّ عنك وأبحث فيك عنّي و الهوى
فأراني فيك و في زهرك ووردك وشجرك..في صبحك والمساء
أنا فلاّح سقى الأرض عرقه وأراد منك الرّضا
وأنا طبيب نسي نفسه و سهر يطبّب المرضى
و أنا مربّي شهدت السّبورة بأمانته على عقول النّشء
دون أن يمنّ بعطاء
وأنا..وأنا..
فهل تراني أفوزمنك بلمسة وفاء
هل تراني أعيش لأرى فيك سبيلا ميسّرا إلى فرحة الفقراء
جميل أنت يا وطنى وكلّ ما فيك بهاء
غيرأنّهم سلبوا منك الحسن و صوتك صار صدى
صالوا و جالوا وسمحوا للغريب فيك بأن ينشر
القبح والبذاءة و قالوا التّجارة فطنة و دهاء
و سمحوا له أن يسرق منك البهاء
ويدوس على البراءة و ظلّلوا وأوهموا بأنّ ذلك سرّ النّماء
أسرح بخاطري حين السّوق أرى
فأعجب كيف للمسكين من غداء
و كيف يستقيم عود الشّجر بدون ماء
وأهيم بين الدّيار عسى فرحة أرى
لكنّ الفرحة أصبحت سلعة تباع وتشترى
وعدوّك يا وطني ينعم بالرّاحة والهناء
فما نلت منهم سوى زخرف الكلام وزيف الهراء
و استدرجوا أخلافنا نحو كلّ البلاء
وصار الكيّس من لا يقول لا
والعفيف فيك يا وطن الشّرفاء
هو من يسمح بكلّ ما به " الغريب" أتى
أروم جولة أمرّ فيها بكلّ من عرفت من الأسماء
فأجدهم قد فرحوا واستعدّوا للغناء
بنجاح أو حفل أو عرس أو حتّى لقاء
وقد نزعوا لباس الحزن وأحسنوا الكساء
واستدعوا كلّ الأحبّة والأصدقاء
أشتاق لفرحك يا وطني بدون رياء
ورقصة يرقصها الأبرياء
بعد الفقر والعناء
كرهنا دموع الخوف وموسيقى الحزن والصّبا
فالخير وافر إن أعطي لنا.
وماحاجة لنا في البؤس والشّقاء
ما دمنا سنأكل و نشرب من أرضنا
وسنغنّي ونرقص على لحن من صنعنا
رشدي الخميري / جندوبة / تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع