قصيدة النساء - شكري السلطاني

قصيدة النساء

سأظل منتصرا لكنّ

يا شعب النساء..

سأنتصر لوالدتي التي حملتني 

وهنا على وهن وأدماها المخاض 

وقالت : " يا ليتني مت قبل هذا "

وأحرقها البكاء

سانتصر لأختي  زينة التي واصلت مهنة أمي

ومر قطار العمر  وهي  تذوب في خدمتنا

وما شكت يوما ولا باحت بألوان الشقاء

تزوجت اختي  بعد ان نسيت حقها في الحب

وماتت بعد عامين كانها لم تكن سرّ العطاء

سأنتصر لحبيبة عشقت ووعدت واخلفت 

وعدها وتزوجت غيري فالحب مكتوب 

غرامي من رب السماء

سانتصر لسيدة احبتني حبين وأحببتها 

حتى الفناء

سانتصر لزوجة آثرت الطلاق بكل حرية 

الطير وأحوال الصفاء

سانتصر لمن جلست معي على  مقعد الدرس

وخربشنا معا أحلامنا وآشواقنا وبكينا أثناء الوداع

وفرحنا أيام اللقاء

سانتصر لزميلة العمل التي آزرتني رغم اسباب 

التوتر والعناء

سأنتصر للسجينات والرأي المخالف  في سجون 

المستبدين صنّاع العمالة والغباء

سانتصر لمن اغتصبت وهي  تحث الخطى 

كغزالة مرعوبة عند المساء

سانتصر لأرامل الشهداء  والفقراء  يمضغن 

أحزانهن في وضح العراء

سأنتصر للكادحات  صديقات الفجر والشمس

وجحيم البرد في فصل الشتاء

سأنتصر لرائحة الدخان والشيح والاكليل  والخبز

فهن أجدر بالبقاء

سأنتصر لمن وئدت غصبا وقهرا وظلما 

وهي  تنفض لحية أبي جهل من تراب القبر

وشعارات  الحهالة والعماء

سأنتصر لسيدة جاعت وتسوّلت بثدييها وأبلاها

سماسرة الوباء

سأنتصر لمن علم المرأة فهي مدرسة الحضارة 

والمحبة والنقاء

سأنتصر لمن شاركت في الانتخاب ولم تفز

فهي في عرف القبائل عورة خلقت لتحترف

الرثاء

من قال انها خلقت لتجّار النكاح ووعاء جنس

للجهاد وكل أورام البغاء

شكري السلطاني
متابعة / سهام بن حمودة

مجلة بويب الثقافية