كتابة على جدار مالح
.......................... ..........
سأسحب لي ممراً مؤلماً من الذاكرة وأمرُّ ...
فكل تلك المنافي التي زرتها منذ ثلاثين ملحاً
عادت بأطفال لا يرضعون
بيضاءُ وجوههم كالطبشور .
لا يصرخون ..
حافيةٌ حناجرهم كلحاء التوت.
لا يكتبون ..
أصابعُ استبلدها الرخام.
لا يبتسمون ..
أفواهٌ مشدودةٌ الى جلدٍ صامت.
لا يخافون ..
قلوبهم منزوعةٌ من الخلف.
لا يأكلون ..
بطونٌ لا تطحن عجينةَ دمها
لا يرقصون..
أجسادٌ هلاميةُ المفاصل
صورٌ تتهاطل بلا أشرطة
يركضون كأسرابٍ لامرئيةٍ ..
يتسارعون كأحلامٍ لم تستيقظ بعد من وسائدها
يقفزون أعلى من أسرّتي الخشبية
لا بيوت لهم إلا خلفي
لا وقتَ لهم لفهم العدم
لا حاجة للورد
كلُّ الحدائق مشلولة من النصف
وجوهٌ كأنها تشبهني ولا تشبهني
أسحب لي ممراً مؤلماً من الذاكرة وأمرُّ .
يتسللون في المنحدرات ..
يقتلعون الصخر من ظلي كي أكون أكثرَ وزناً من ظلي ربما تجرفني بلادٌ جديدة فأبني على أسوارها طواحينَ لوجه امرأةٍ مغتربٍ قد يفرخ بين قدميّ ألف وجهة للعدم
أرضٌ مسيجةٌ بالكلس
لا ماء لاغتسال الغيم
إني محاصر
إني أتنفس الآن نبضاً أقلَّ
ثلاثون غربةٍ ..
وماتبقى لا يصلح لنصف نافذةٍ كي أرافقني غداً .
# آل عمار
فوزي عمار
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع