هكذا...كلّ متنُ المطرِ
1...اعترافات
ذات صمت ساجٍ..شاقني البوحُ
لِمَ المواربة؟
لِمَ المكابدة؟
أرفع الراية البيضاءَ:
وأنا عند نافذتكِ كلّ شتاء
كل ّ فصلٍ..كلّ ليلة..
أنقرُ حُبَيْباتِ الشوق الأرجوانيّ
على زجاجِ الصمتِ
أراني ،كطفلةٍ يتيمة
أراني قطرة في تجاويف كوزٍ مشروخٍ
مخبوءةً..
رأسي شجرة توت تعرت من أستارها
وقد سرت في وريدي رعشة الصقيع
طرقتُ سمعك...
ما سمعتِ
استدرَرْتُ دمعكِ
ما بكيتِ
طرقتُ..رجوْتُ
طرقتُ..انتظرتُ..طرقتُ
طَ
رَ
قْ
تُ
حتى كلّ متْنِي
لي في حُويْصلتي زخّاتُ وجد وقصائد
وجلجلٌ في عنقي
يرنُّ
يئنُ من البرد
وأنتِ يا أميرتي،تنتظرين
أحصيْتُ أنفاسكِ
صواعد
نوازل
متلاحقة
وأنا أنهمر بغزارة خيوط رجاء
أغسل عتمة الليل
تبرُقُ التماعةُ التجلّي على جبينك
وأنتِ تمسحين غضون الأرق
تشذبين أغصان الوحدة
تقلّمين أضافر القلق
أراكِ تهلعين..
أعشق فيك الصمت و أحرسُ الانتظار
أشمُّ بأنفاسك احتراق الخوف
على شفاه الارتجاف شذًا وماء
أنا هنا عند نافذة الليل
ملاك أمين..
2 كلّمَتْني...
قطرةٌ في محيط السنين..
تسبح بين موجتين
ماءٌ..ورجاءْ
زجاجةٌ حبلى طلاسمَ مرقونةً على البرديّ
قالت وهي تشطرني نصفين:
" هيتَ لك"..
فكّي الرموزَ
اُطرُقي جدران" الصهريج "
اكْسِري جوزةَ الحكمة..
اصنعي قاربًا مبلّلا بالسفر
احرقي جواز الانتماء إلى السكون
إلى السجون
إلى القهر والصمت والضجر
كوني ريشة بيضاء في جناح الحقيقة
كوني مقلة في عين القمر
فكًي ضفائري وتهجَّيْ أبجديتي..
اشربي نخب تمردي..
أنا المطر...
طمعتُ...
طرقتُ نافذة الصدق
طرقتُ
طَ
رَ
قْ
تُ
حتّى كلّ متني
3 سلاسلُ النمل..جحافلُ النحل
كيف أوهم النملَ أن منسأتي من تراب؟
ومن طين الركض..
إلى حنبن البئر للدلاء،أكتب رسائل النمل..
وأسفارَ النحل...
بزوارقي الورقية أمخر عباب اللسع
أبتلع وجع الزمان
أكضم غيظ المكان
و ألقي مرساتي في ما عينيّ
ترتدّ إليَّ وطرفها" حسير"...
أيها النمل..تحدث،
اروِ عنّي..عن سندباد مازال ينتظر
عودة "جودو"
بخبز القلوب
قل لبئر عُطلت سنواتها اِرْوِي قافلتي
قل لروحيَ العطشى
أُسُدي حكايا الليل
اروَيْ من ورنات خلاخيل العذارى
أيها النحلُ..
سُقْ أسرابك إلى حقلي
اضرب الخيام وارتشف الزهور
فرحيق العمر"زاد المسافر"
و...ورقةٌ قد...
قد يخضرُّ بين سطورها المصير
بين سلاسل النمل..أنا.
بين جحافل النحل..هنا.
أملأ قِرَبَ ااتمنّي زخاتِ عسل ورجاء
أغسل أدران الانكسار
طورا والانفطار..
وبراعم حلم يتيم تلوّح عند هاتيك الربى.
فاطمة محمودسعدالله /تونس1/8/2020
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع