كراع دجاجة2
اقتادنا أعوان السّجون الى مكتب السّيد مساعد المدير الذي استقبلنا في زيّه المدني بكل بشاشة بينما كان أعوان السّجون على اخلاف الرّتب التي رأيتها عرفاء وعرفاء أول وملازمين في أزيائهم الوظيفية المميزة والأنيقة بنوعيها الرّمادي المائل للبياض بسراويل وقمصان نصف كم" بوزي" أامّا الزّي الثاّني فلونه أزرق داكن مائل للسّواد أكثر بسراوال عسكرية منظمة في أحذاية نصف القصبة نوع "برودكان" الخفيفة مع قمصا ن مماثلة للون السّراويل أو "المراويل قطنية" وكذلك العَمرات فوق الروؤس وكنت ترى الاعوان وخاصة اصحاب هذا الزّي في نشاط وخفّة ويبدو أنهم اعوان الميدان والحراسة في حين أصحاب الزّي الأول أعوان الادارة والملفات لكن ذلك قد لا يبدو صحيحا فترايب السجون لا أعرفها
غاب عنّا السيد المساعد برهة من الزّمن دون أن يتركنا دون أنيس حيث خلفه عون في لحظة غيابه فهنا لا مجال أن تبقى وحيدا دون رقيب
وعاد السّيد المساعد باسما في وجوهنا ليأخذنا لمدير السجن المدني في مكتبه
لاحظنا اثنا انتقالنا بعض الجداريات التى تزوّق الرّواق الى جانب نبتات الزّينة مع حركة ذهاب و إياب يبدو أن فريق التّموين أحضر المواد اللازمة حيث كان بعض المساجين ينزلون علب و"كراتين" الأغذية لتحزينها تحت انظار أعوان المراقبة و التّدقيق
خطر ببالي صديقى لطفي الذي قضى ستّة أشهر وراء القضبان كان هناك سوء تفاهم بينه وبين زوجته التي لا تحبّ أهله بالرّغم أنها ابنت خالته ولكن صلفها جعلها تقسم أن يدخل السّجن فرفعت ضده قضية نفقة واهمال عيال دخل بمقتضاها السّجن وقضى مدّته حيث لم يستطع اثبات أنه ينفق على عائلته ولم يهمل عياله يوما للمحكمة الموقرة فقضت بالنفاذ العاجل .
وحين قابلته لم ألمه عن عدم انفاقه أواهمال عياله لعلمي بأنه من المسرفين في هذا الشأن لكنّي سألته إن كان شعر بالملل خلال هذه المدّة . فأجابني "عديت 4320 عام من عمري في الحبس وتحبني مانقلقش " فقلت له" كيفاش ستة اشهر موش مدة طويلة ؟"
فاجابني " يوم الفرح مثل ساعة وساعة النّكد مثل عام " فسكتّ
ادخلت يدي في جيبي أبحث عن هاتفي غير الذكي" نوكيا" كي أهاتفه وتذكرت أنه سحب منّي عند التفتيش كإجراء أمني
كنت أودّ ان أسأله وإن كان سؤالي فيه شيء من الإحراج. والحمد لله أن الهاتف ليس معي
يبدو أني متسرع أكثر من اللازم ولعلّ حماسي وما يدور بخاطري يغفر لي ذلك فقد اكتشف قاعدة علمية مهمة
كنت سأسأله "هل سيقان زوجته "كرع دجاجة" أم لا " هو يعلم أني لا أسخر منه ولا أستهزئ من زوجته فهذا ليس من طبعي . كنت سأنصحه فقط وأقدّم له خدمة فإن كانت كذلك فهي مستجابة الدّعاء وعليه أن يأخذ حذره
ودخلنا المكتب فاذا حضرة المقدّم يستقبلنا وهو رجل أسمر " مربوع قدّ " و الأرجح انّه يبدو ضخما قليلا، لطيف الابتسامة يدعى السيد مراد اليوسفي
وخطر بذهني النّبي يوسف عليه السّلام العفيف الشّريف وكيف زجّت به "زليخا " في السّجن
ورغم أني استعذت من الشّيطان الرّجيم الا أن السؤال أخذ يراودني ويلحّ عليّ كما راودته وألحتْ عليه . فبدأ يعصف برأسي "ويزنّ عليّ "هل كانت"زليخة الفرعونية" الجميلة ذات أرجل "كراع دجاجة"؟ والله إن كانت كذلك فهي مستجابة الدّعاء . وحين لم يمتثل لها سيدنا يوسف دعت عليه بالسّجن فزج به فيه
لو صدق ذلك فسأكون صاحب نظرية علمية قد لاتقل شأنا عن نظريّة أكبر علماء العصر
فالسّيدة "نورة كراع دجاحة " وزوجة صديقي "كراع دجاجة" و"زليخة كراع دجاجة" وكل منهن مستجابة الدّعاء
دعت عليّ" نورة " فها أنا في السّجن اليوم . ودعت زوجة صديقي على زوجها فقضى ستة أشهر ودعت "زليخة "على سيدنا وحكايته معروفة
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع