الموقف
نفنى في سدّ حاجاتنا. ونحيى تقودنا الرّغبة في البقاء..فتصبح الحياة حاجة نسعى وراءها ومن أجلها نصارع المرض ونصارع النّاس ونصارع الفقر ونصارع كلّ عدوّ للحياة… ونكبر ويشتدّ عودنا مع كلّ انتصار على عوائقنا. وقد نضطرّ إلى مصارعة حتّى أنفسنا إذا ما خفت فينا منسوب الرّغبة في الحياة. قد نتّخذ خطوات مدروسة عميقة في مسيرة صراعنا من أجل الحياة وقد نكون اعتباطيين فننغمس في حرب لا نعرف حتّى إن كانت ضدّنا أو لصالحنا..وتتنامى مصالحنا أو حاجاتنا تبعا لما نحقّقه من انتصارات في هذه المسيرة و بذلك لن تكون مجرّد الحياة هي غايتنا، إنما الحياة الكريمة والرّغيدة وصفات نظيفها مع كلّ تقدّم وفوز..ثمّ نختلف بعد خوضنا هذه الصّراعات ضدّ العوائق حول معنى الحياة الّتي نريد فنصطدم لأنّنا نعيش في رقعة معيّنة وهي لا تسمح إلاّ بوحدة الهدف لكي نستقرّ رغم صفات الحياة الّتي نريد..فأمّا الّذين أرادوها سلاما وفرحا فقد يستوعبون في جبّتهم كلّ من فسح مجالا لمن دونه ولمن اختلف معه لكنّهم يحبّون بسمة وفرحا و مزرعة تجمع كلّ أنواع الزّرع أو النّبات..أما من أرادوها فوضى واعتباطا فقد يشكّلون حائطا أو سدّا أمام كلّ من ترنّم و شدا صوته بالرّبيع وفكّ قيد المنطلقين..وقد يغنم كلّ الفرص أو الفراغات أناس جمعوا كلّ الصّور دون حتّى ان يتمثّلوا أيّا منها ليصبحوا على شاكلة الحرباء فلا هم صنّاع حياة فيبذلون ما استطاعوا ليقيموها ولا هم همج فيصدّون غيرهم على نيلها فهم لا مع هؤلاء ولا مع أولائك حتّى يتسنّى معهم الاختلاف أو الانتماء..من هنا تبدأ حكاية أحدهم أو إحداهنّ ضمن هذا الزّخم من التّنوّع أو التّناغم ليستقرّ على أحد الخيارات من بينها،ويختار مسيرته ليشقّ غمارها ويحقّق هدفا أو أهدافا قد يكون حدّدها أو نهايات قد فرضت عليه لأنّه انساق وراء اللاّهدف أو لأن أهدافه لم تكن لتنسجم مع أرضيّة اجتماعيّة و حضاريّة خرج هو عنها و استجاب للاعتباط و الفوضى . و حتّى الّذي حدّد أهدافا مطابقة لما يعيشه فقد يصطدم بغيره لكنّه فائز لا محالة لأن محيطه سيقتنع به و سينسجم معه. ومع الزّمن يعتلي الفائز مراتب و منابر و بقدر تقدّمه و دحضه للعوائق يجمع من الحياة و النّاس أسباب النجاح ....
رشدي الخميري / جندوبة / تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع