أنثى قدت من حب و شوق وجمال ...أنثى بطعم الفرح...
لست أدري من أين أبدأ قصّتك يا زهرة عمري وشذى حياتي...هل أبدؤها من هذه اللّحظة وأنا أراك تلونين دروبي وتنثرين أريجك عطرا على ربيع يزداد اخضرارا بوجودك ...أم أستعيد الذكرى فتنبئك بما طوته السنين من تفاصيل ...كان المنزل مقفرا كئيبا يفتقر لأنثى تملؤه حياة وبهجة...حماتي...جدّتك ... ...لا تفتأ تردد على مسمعي جملتها المعتادة : لن أسامحك إن لم تهبي هذه العائلة ما عجزت أنا على فعله...لا تتركيها خرابا ....عمّريها بأنثى تحييه وتبعثه من عدم...أما نظرات أخويك المستجدية دوما ...أمّي نريد أختا كباقي الأولاد...فهي التي دفعتني أن أقول : ولم لا؟...أنصتُّ باهتمام لكلّ نصائح وتوجيهات طبيبي فاتبعت حمية قاسية دوّنها لي وأمرني بأن أعمل بها والبقية على ربّي...
لم أصدّق سمعي والطبيب يبشّرني بما نبت بين أحشائي ...وأخيرا سيزدان حضني وحضن حماتي بما تمنت...ولم تسعنا فرحة ولم تسعفنا مشاعر وانتظرنا تشريفك على جمر ملتهب من الشوق والتّرقّب...
مرّت ثمانية أشعر وأنت تكبرين والحلم يكبر وحلّ الشهر التاسع ومن المفروض أن تتهيّئي كما يفعل الأجنّة استعدادا للهبوط واستقبال النور...لكنّك رفضت أن تنقلبي في بطني وبقيت شامخة برأس مرفوع ثابتة على قدميك النضرتين ولم تستسلمي لآخر لحظة..." لا تتواني أن تكلّميني في أيّ وقت حالما لم تتخذ هذه الجنينة موقعها الطبيعي ...فالأمر سيكون خطير على حياتك وحياتها ولا بدّ من حضوري..." هكذا حدّثني طبيبي في آخر زيارة متابعة لحالتي...وفعلا لقد آن أوان الولادة والعنيدة ظلّت "فارسة" كما أسمتها القابلة...وكثر الهرج والمرج من حولي واختلفت القرارات بين مهوّن للأمر وآخر مصعّد له... وتقرّر أخيرا نقلي إلى مصحّة خاصة حيث سيلتحق بي طبيبي المباشر...في غرفة العمليّات كانت الأبصار كلّها شاخصة على مظاهر زينتي ...فأنا لا أخفيكم سرّا فقد اتّخذت كامل زينتي واستعددت كأجمل ما يكون ...حنة ...وحرقوس ونقشة و..و...و.....وحدذثت نفسي فقلت ..."إن متّ سأزفّ كعروس إلى مثوايا الأخير ... وإن عشت سيكون ذلك من أجمل الفرح في عمري...كنت مسلّمة أمري لخالقي... هادئة ...رضينة...لم أصرخ ساعتها كما تفعل باقي النسوة من حولي ولم أتألّم بل كان لساني لا يكفّ عن الذكر والدعاء وتلاوة بعض السور القرآنيّة ممّا خلق هدوء وسكونا جميلا بالغرفة وسادت حالة من الخشوع ذهل لها كلّ من حولي حتّى أنّ احداهنّ سمعتها تقول...ما شاء الله ...ما أروع دعاءك وما أنعم ايمانك وما أعذبه...
وقدم الطبيب وبعد فحصي ردّد : " لاتخافي...كل شيئ سيكون على ما يرام..."...
وبعد عسر ، لمحتك في كيس شفاف تتلقّفك الأيدي مستبشرة باسمة والأفواه تصلّي على سيّدنا النبي وتردّد ..."مباركة ...مباركة...وغاب الجميع عن نظري وغابوا بك عنّي لمدّة ساعتين...ثمّ أعادوك إلى حضني المتشوّق إلى ضمّك...بعدها فهمت كل شيء...فقد فسّرت لي إحدى الممرّضات الأمر ...قالت أنّ ابنتك جاءت في ما يسمّونه "الستر" وهذا الكيس يحتفظ به للتّبرك به حيث يكون جالبا للرزق مدى الحياة ...قالت لقد اقتسموه فيما بينهم... عليك بالمطالبة به...ضحكت ساعتها وقلت فلينعموا به ...يكفيني أثمن رزق ...بنيّتي الغالية...وكم حمدت ربّي على قدومك وسلامتك...
نعم لقد كنت فعلا أثمن رزق ...مباركة ...نوّرت حياتي وعالمي كلّه ...ابتهج بقدومك الجميع ...وزرعت الفرحة في كل من حولك...واستقبلتك الحياة مبتسمة ...حتّى أنّنا حينما غادرنا المصحّة استقبلتنا سيارة خالك الفاخرة التي جلبها ذاك اليوم من أحد بلدان الخليج والتي أصرّ على أن تكوني أوّل من يطؤها ويركبها...
واليوم وأنت تتمين ربيعك الخامس عشر...لازلت كما أنت شامخة ...هادئة ... جميلة...حالمة كنسمة فجر عطرة ...هكذا كنت دوما ، حتّى معلّموك ومعلّماتك شهدن لك بذلك ...رنّومة العاقلة الرصينة...رنّومة المجتهدة المثابرة في صمت وبلا ضجيج...دمت يا قرّة العين...حفظك الرحمان بحفظه ...وسترك بستره الجميل ...وكتب لك السعادة كما أسعدتني و أسعدت كلّ من حولك...انشاء الله كل عام وأنت بألف ألف خير...بكلّ فرح ...بكامل الصحّة والسّلامة...ودمت زهرة شذيّة ...لقلبك كلّ الفرح ياااا رب...
لست أدري من أين أبدأ قصّتك يا زهرة عمري وشذى حياتي...هل أبدؤها من هذه اللّحظة وأنا أراك تلونين دروبي وتنثرين أريجك عطرا على ربيع يزداد اخضرارا بوجودك ...أم أستعيد الذكرى فتنبئك بما طوته السنين من تفاصيل ...كان المنزل مقفرا كئيبا يفتقر لأنثى تملؤه حياة وبهجة...حماتي...جدّتك ... ...لا تفتأ تردد على مسمعي جملتها المعتادة : لن أسامحك إن لم تهبي هذه العائلة ما عجزت أنا على فعله...لا تتركيها خرابا ....عمّريها بأنثى تحييه وتبعثه من عدم...أما نظرات أخويك المستجدية دوما ...أمّي نريد أختا كباقي الأولاد...فهي التي دفعتني أن أقول : ولم لا؟...أنصتُّ باهتمام لكلّ نصائح وتوجيهات طبيبي فاتبعت حمية قاسية دوّنها لي وأمرني بأن أعمل بها والبقية على ربّي...
لم أصدّق سمعي والطبيب يبشّرني بما نبت بين أحشائي ...وأخيرا سيزدان حضني وحضن حماتي بما تمنت...ولم تسعنا فرحة ولم تسعفنا مشاعر وانتظرنا تشريفك على جمر ملتهب من الشوق والتّرقّب...
مرّت ثمانية أشعر وأنت تكبرين والحلم يكبر وحلّ الشهر التاسع ومن المفروض أن تتهيّئي كما يفعل الأجنّة استعدادا للهبوط واستقبال النور...لكنّك رفضت أن تنقلبي في بطني وبقيت شامخة برأس مرفوع ثابتة على قدميك النضرتين ولم تستسلمي لآخر لحظة..." لا تتواني أن تكلّميني في أيّ وقت حالما لم تتخذ هذه الجنينة موقعها الطبيعي ...فالأمر سيكون خطير على حياتك وحياتها ولا بدّ من حضوري..." هكذا حدّثني طبيبي في آخر زيارة متابعة لحالتي...وفعلا لقد آن أوان الولادة والعنيدة ظلّت "فارسة" كما أسمتها القابلة...وكثر الهرج والمرج من حولي واختلفت القرارات بين مهوّن للأمر وآخر مصعّد له... وتقرّر أخيرا نقلي إلى مصحّة خاصة حيث سيلتحق بي طبيبي المباشر...في غرفة العمليّات كانت الأبصار كلّها شاخصة على مظاهر زينتي ...فأنا لا أخفيكم سرّا فقد اتّخذت كامل زينتي واستعددت كأجمل ما يكون ...حنة ...وحرقوس ونقشة و..و...و.....وحدذثت نفسي فقلت ..."إن متّ سأزفّ كعروس إلى مثوايا الأخير ... وإن عشت سيكون ذلك من أجمل الفرح في عمري...كنت مسلّمة أمري لخالقي... هادئة ...رضينة...لم أصرخ ساعتها كما تفعل باقي النسوة من حولي ولم أتألّم بل كان لساني لا يكفّ عن الذكر والدعاء وتلاوة بعض السور القرآنيّة ممّا خلق هدوء وسكونا جميلا بالغرفة وسادت حالة من الخشوع ذهل لها كلّ من حولي حتّى أنّ احداهنّ سمعتها تقول...ما شاء الله ...ما أروع دعاءك وما أنعم ايمانك وما أعذبه...
وقدم الطبيب وبعد فحصي ردّد : " لاتخافي...كل شيئ سيكون على ما يرام..."...
وبعد عسر ، لمحتك في كيس شفاف تتلقّفك الأيدي مستبشرة باسمة والأفواه تصلّي على سيّدنا النبي وتردّد ..."مباركة ...مباركة...وغاب الجميع عن نظري وغابوا بك عنّي لمدّة ساعتين...ثمّ أعادوك إلى حضني المتشوّق إلى ضمّك...بعدها فهمت كل شيء...فقد فسّرت لي إحدى الممرّضات الأمر ...قالت أنّ ابنتك جاءت في ما يسمّونه "الستر" وهذا الكيس يحتفظ به للتّبرك به حيث يكون جالبا للرزق مدى الحياة ...قالت لقد اقتسموه فيما بينهم... عليك بالمطالبة به...ضحكت ساعتها وقلت فلينعموا به ...يكفيني أثمن رزق ...بنيّتي الغالية...وكم حمدت ربّي على قدومك وسلامتك...
نعم لقد كنت فعلا أثمن رزق ...مباركة ...نوّرت حياتي وعالمي كلّه ...ابتهج بقدومك الجميع ...وزرعت الفرحة في كل من حولك...واستقبلتك الحياة مبتسمة ...حتّى أنّنا حينما غادرنا المصحّة استقبلتنا سيارة خالك الفاخرة التي جلبها ذاك اليوم من أحد بلدان الخليج والتي أصرّ على أن تكوني أوّل من يطؤها ويركبها...
واليوم وأنت تتمين ربيعك الخامس عشر...لازلت كما أنت شامخة ...هادئة ... جميلة...حالمة كنسمة فجر عطرة ...هكذا كنت دوما ، حتّى معلّموك ومعلّماتك شهدن لك بذلك ...رنّومة العاقلة الرصينة...رنّومة المجتهدة المثابرة في صمت وبلا ضجيج...دمت يا قرّة العين...حفظك الرحمان بحفظه ...وسترك بستره الجميل ...وكتب لك السعادة كما أسعدتني و أسعدت كلّ من حولك...انشاء الله كل عام وأنت بألف ألف خير...بكلّ فرح ...بكامل الصحّة والسّلامة...ودمت زهرة شذيّة ...لقلبك كلّ الفرح ياااا رب...
أمّك التي تعشقك : نجوى يعقوبي
متابعة : سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع