هل أخطأنا؟اعصبوها برؤوسنا وقولوا أخطأتم ولن نخذلكم سنقول نعم أخطأنا. تجاهلونا ما استطعتم فسوف لن نقلقكم بهتافاتنا من أجل تنبيهكم . اسجنونا فنحن قد نتمرّد ونبطل اتفاقنا معكم. حاكمونا وادعوا شهداءكم منّا إن شئتم فسوف نشهد على أنفسنا حتّى يستقيم لكم حبك القضيّة. اقطعوا الطّريق أمامنا حتّى لا نبرم اتفاقات قد تؤذيكم أو تفسخ ما أبرمناه معكم . سفّهونا أمام كلّ الدّنيا... بعد هذا اسمحوا لنا ببعض الأسئلة . هل تنامون على فرشكم وأنتم مستقرّين؟ هل ترون أحلاما لذيذة فتستيقظون مرتاحي البال؟ هل ترون أنّكم وفيتم بما وعدتم به حين التقينا وبذلك "حكمتم فعدلتم فنمتم"؟ أما نحن فسنبكي وقد تعوّدنا ذلك ولكنّ دموعنا ستريحنا وتجعلنا نعيد حسابات أخطأنا في وضعها. سوف نمشي حفاة عراة لكنّ خطواتنا ستبعث الخوف والحيرة في من كان سببا في بؤسنا وتزعزع راحته. سوف نجوع ونمرض إلى حين بيد أنّ أنيننا وتأوّهنا سوف يربك الأيادي الّتي سرقت أكلنا وشربنا ورداءنا وسوف تصيب كلّ سارق بالصّمم فالسّارق يتسلّل في اللّيل ليسرق ونحن أنيننا لا يتوقّف لا ليلا ولا نهارا . سوف نضطرب وتتلاطم أفكارنا ومشاعرنا على مدى بعض الوقت لكنّنا سوف نتدارك وسوف نقف قائمين..واعين.. منتصبين ونتّزن . ها قد سجّلنا اعترافنا وننتظر إجابات عن أسئلتنا السّاذجة بالنّسبة لتقديراتكم لكنّها تحسم الكثير لدينا فنحن نؤمن براحة النّفس عند فعلنا ونحتسب راحة الضّمير من ضمن مقوّمات العمل النّاجح. ونحن عندما نعد لا نرتدّ عن وعودنا وعندما نؤتمن لا نخون. نحن إذا ما جمعتنا شربة ماء مع أحدهم فقد جمعنا ميثاق وعهد . تعلّمنا منذ ألعاب الصّغر أن نحتكم لقانون يسيّر لعبنا "ومن شبّ على شيء شاب عليه" ومن ثمّة أخطأنا في حساباتنا فنحن اعتبرنا كلّ المحيطين بنا من نفس طينتنا.
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع