للخطوة حذاء وجرس في الرماد ( 6 )
قالوا : مازلنا نثق في الثعلب ...
هي الأرانب ساذجةٌ لا تجيد القفز أعلى من فمه ..
قلت : كل مافي السماء للسماء
وكل مافوق الأرض لدولة العقل
إن كانت روحك زجاجاً فلا تخشَ على عصافير قلبِك من القط
إن اجتهدت مخالبُه
إن حاول مرتين وإن نط
لن يفوز برغيف فكرتك قَط .
كوكبٌ يتسع للعشق ،
لصباحٍ يقطر فوق أوتار التشلّو ، لفيروزَ ، للريح إن جاءت مسالمة، للسمك الذي علمتُه كيف يصطاد لي قطاً .. ويتسع أكثر للنشوة للشعر ، للوعي، للعقل، للحظة المدهشة
كوكبٌ وكل هذا الكل معاً في كفي ..
إني أراها الآن تولد من تراب غبارنا الأولِ
دوالي عنب كأنها لآلئ تلامس بكل ذاك الخجل حمرة مغيبٍ اتكأ على ناصية أفقٍ بعيد ..
الكأس ثريا بيضاءُ ثلجيةُ الملمس فمن يسكب حمرة الخجل قبل المغيب ؟؟
أحتاجُ يداً اكتسبت بالفطرة لغة الفخامة
كي يقفز الثعلب أعلى من فم الأرنب
طازجٌ هو البحر كلونه
ارتكز على صخرتين
سألته عن الموت
قال :
كان صديقي قبل الولادة وافترقنا
كم كانت تلك اللحظة تحتاج حدثاً عظيماً كي أنجو بجسدي
طازجٌ هو البحر كخياله
ارتكز على وجع قديم
قال :
يسألونك عن الشعر قل :
أنا لا أكتبه ولا يكتبني
روحٌ تجلت في المنتهى
ذات انعتاق الحواس سكبَت شبق اللغة فوق ورقٍ أبيضَ ..
لكل شاعرٍ ما ملكت قصيدته
لكل فارس جواد ورقصة
ورق أبيض...قلب أبيض
منشغلاً كأنه يبصر في الكأس رقص الحناجر
مرتلاً أسماء النبيذ من الأعلى إلى الأجدر ..
فللعنب دساتير النشوة
وللساقي فخامة اليدين
هي الخمرة لا تُشرَب على قلقٍ
ولا تشرَب على عجلٍ
ولا تُشرَب بذاك الكم المفرط من الخجل
هي أرواح تحج لأرواحنا ساعة ظمأ
أعيدوا النظر في ما تحتسون
الزجاجات كما الأرحام في بعض الأحيان تعبأ بمني نشاز
وكونوا جميعُكم أنبياءَ
وافتحوا شبابيك الذاكرة
ولا تزعجوا الكأس ..
هو الأجدر من سيقطف حكاياتِ صباحٍ أمطر فوق أوتار التشيلو
ارتكز على البحر
والماء هودج هلامي لسمكتين سابحتين في لجج المكان
أصفر الضلع ذاك الرمل المبلل بأسرار المدِّ يرتل أسفل الجسدين حركة عشق صوفية لامست من أسفل الصخرتين جدار المنتهى...
نبض الماء بالماء وفي ساعة التجلى فاض فنبض بهما...
سكب كأسه الأخيرة
لم يذق طعم السٌُكرِ مذ مدَّ للعنب وسادةً كي لا يولد النبيذ من النبيذ أعرجَ النشوة
لم يكن يسرف في الوهم
لكنه كلما استنشق رفوف الذاكرة مارسَ الروح كحالةٍ صوفيةٍ لا أكثر
يالَذاك الأحمرِ الفاتن ، غيمةٌ تحج بكامل مداركها الى الماء
ما أجمل الماء حين يسكب عريَ الحياة في كأسه !
ارتكزَ على صخرتين
اتسعَ الخيال بين عينيه
فكاد يبصر مجرى العشاق بالبندقية
اتكأ على عكاز فراغه مرتين ..
رمى بحجرين متشابهين لم ير شيئاً سوى وجه
جدّه زرياب المتواطئ مع لحنه ، وحفنةً من قواربَ مصبوغة بأوتار الذعر حين غادرت صوب الأبيض المتوسط .
بتريشيا هل أعجبك بنُّ الأستانة ؟
هزت برأسها ...
يا علي إني أتنفس حبراً
نعم .. للخطوة حذاءٌ وجرسٌ في الرماد .
# آل عمار
متابعة : سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع