للخطوة حذاء وجرس في الرماد...(10 ) - عمار فوزي

يا صغيرتي...لا تفتحي نافذة صوب البحر...

قواربنا مثقلة بضجيج الموت...هي الحرب هنا والجثث هناك....

ها قد عاد القلب مشوها بتلك الجثث الساخرة من رائحة الموت...

مشوها بأقدام الأرانب والحجل البري

حطب نصف ليلة لدفء الأصابع كي لا تتلكأ البندقية ساعة مهرجان الموت..

لم يكن الشجر في أوج خصوبته كي أقطف لك الكرز وحبات الكستناء...

لم تكن الكستناء بحجم رغيف خبز نرسمه على بطون تحتاج لامرأة تجيد الرقص والطبخ والغناء

أذكر كم كنت نبيلا ..أخبئ قلبي أسفل القلب كي لا تأكله الجثث..

أنا الجندي الذي فاز في الحرب..

ورمى بتلك الطلقة الاخيرة في رحم الحب..

ربما أفوز ذات ذكرى بجنين لا يدخل الحرب بالوراثة

نحن سادة الارض .

سادة العرق والجبين...

لم نر الموت في أحلامنا..

رأيناه يمشي أمامنا..قلنا هي الأعمار تستنسخ من الأعمار الآن نجادله بخطوة إلى الأمام وغدا نجادله بفن الحياة...

جبان جدا هو الموت..

صباحا يزورنا من الخلف...ليلا يثقب رداء العمر من الأمام...

لم نر بركة ماء على مقربة من يدنا والبلاد بلادنا .

رأينا الماء هناك يلوح للغرباء اليد يسكنها الظمأ لكنها تأبى الرحيل الى( الهناك) علمها ذاك الصبر المستفحل في الهجير..

كيف تستحلب بأصابعها عرق الجبين

القلب: يشرب يسكر..يسكر يشرب على نخبك ياوطن...

نحن...نحن سادة الأرض سادةالعرق والجبين

لم ندخل باب البلاد بالوكالة..ولن نفتح باب الخيانة بالنيابة..

منذ انسلاخ البويضة عن سجانها.....

لم نركب خيلا هجينة..

لم نكن أمراء حرب

كذبوا نحن الآن نقاتل وجها لوجه

من أنت ايها القاتل

من أنت ايها القتيل

أنا البلاد...أنا البلاد..أنا البلاد

يا........ياصغيرتي...

ها قد عدت باسماء البحر كاملة

ها قد عدت باسماء الحرب كاملة

وأسماء البنادق

والرصاص

والمجنزرات..

وأسماء العاهرات..

والمدافع

والأسلحة البيضاء والكنائس والمآذن

لكنني كنت أقل وزنا من وزني

كي أعود بأسماء الجثث كاملة

الآن أنا لا احتاج دعاء الجدات

ولا نصف ركعة يتيمة للآلهة

كل ما أحتاجه كأس نبيذ وحنجرة كشعلة من رماد شعلة....

كي أهتف وأنا على نصف قيد الحياة....

تسقط الحرب....

يسقط حكم العسكر

بتريشيا....

هل أعجبك بنٌ الأستانة

نعم...

يا علي..

دعني أهتف وأنا على قيد نصف الحياة

ها قد عاد باسماء البحر كاملة

# آل عمار

عمار فوزي

متابعة : سهام بن حمودة