السّونس انتردي
14
ويأخذك شارع الجمهورية الى أن يتقاطع مع شارع الشّهداء فيأخذ اسما جديدا حيث تدبّ فيه الحياة من جديد فجر كل يوم خمس يوم الرّحبة
توجّه الحاج خلف الله رفقة أحد معارفه في اتجاه الرّحبة مخلّفا على يمينه بناية السّوق البلدي بمقاهيها ودكاكينها العديدة أما على الشّمال فقد تجاوزا دكاكين" الجرابة" بائعي الملابس الجاهزة الرّجالية من الشاشية الى البلغة البيضاء مرورا "بالسورية" أو القميص الى السروال العربي او العصري الى "الفرملة" و"المنتان" الى الجبة القمراية الى "السكروته" الى" الملف" الى "البلوزة المدورة أو المشقوقة" وغيرها ففي محلات "الجرابة " ما تطلبه تجده فالاقمشة بمختلف ألوانها وأنواعها موجودة وأهمها القرمسود وهو مستورد من الهند باهض الثمن الى جانب الاقمشة المحلية من الكتان والحرير والقطن اشهرها اقمشة قصر هلال ولكل قماش ثمن
أما الملابس النسائية فهي متوفرة أيضا ومنها ماهو جاهز كالفستان أو"الرّوبة" بألونها المختلفة الزاهية أو "الحولي الحرير" حيث تجد منه الخمري و الارجواني و الاخضر في زخرفة بديعة
أويمكنك أن تقتطع "الملحفة النسائية " من الاقمشة الكثيرة ذات الألوان البديعة والزّخارف العديدة على ان لا يقل طول "الملحفة" عن ستة أذرع
وبعد أن يقتطع لك البائع ما تريد من قماش داعيا لك بطول العمر وبعد أن تنقده ثمنها ماعليك الاأن تقدّم قطعة القماش الى الخيّاط . ولن تذهب بعيدا ففي كل دكان بيع الأقمشة تجد خياطا قابعا وراء الدارزة وهي آلة للخياطة ومن أشهرها "سنجير" الماركة العالمية فكنت تري " عبدة الغملولي " ينتظرك بفارغ الصبر حتي تنهي مساومتك المملة مع الجربي الذي لن ينفذ صبره ولن ينقص لك مليما من الثمن الذي ذكره لك اول مرة دون ان يشعرك بضجره او تضايقه منك اشتريت أولم تشتر. فالكلمة الحلوة والابتسامة لا تفارق شفاه "جربي"
وما أن يتسلّم منك "عبدة" قطعت القماش حتي يشرع في خياطة جوانبها راضيا بما تقدمه له من أجرة حامدا شاكرا وهو رجل مسن أسمر شديد السّمرة دون السّواد أخنف لبق فكنت تعطف عليه ولا تناقشه فالأجرةالتي يطلبها غير مشطة مقارنة بزملائة
وكنت ترى أصابعة تلقم القماش لألته العجيبة في تناسق وخفة كبيرين وانت تتفرس في "ماكنة الخياطة" تلاحظ أنها ليست من نوع "سنجير" بل هي "ديامونت" الاقل شهرة وقد علّق "أبيك عبدة" بها العديد من ا لتّمائم والحروزوبعض الودع وخمسة فضيّة وصرة صغيرة من الملح و هو يحرص كل الحرص على تزييتتها بزيت خاص أكثر من اللازم حتى ترى قطرات الزيت تنضح من ثقوبها و يُكثر "عبدة "من الصّلاة على النّبي كلما لاحظ أنك تمعن النّظر له ولدارزته فهو يخاف أن تصيبها عين حاسد فتتعطل ويتعطل مصدر دخله الوحيد .
كان الحاج خلف الله يسرع في مشيته وما إن اقترب من دكان الطاهر حتى غمرته رائحة الدخان بنكهة رائحة الشواء أنه "مطعم الأ حباب" حيث عمد صاحبه "الطاهر" الى وضع قطعة من شحم الماعز على جمر الشواية الملتهب وراح يمروح في نشاط بقطعة من الورق المقوى "كرذونه" ملقيا السّلام على من يعرف أولا يعرف من المارين في حزم ونشاط وهو يعقد ميدعته البيضاء حول بطنه وعراقيته البيضاء مائلة نحو أذنه اليسرى
14
ويأخذك شارع الجمهورية الى أن يتقاطع مع شارع الشّهداء فيأخذ اسما جديدا حيث تدبّ فيه الحياة من جديد فجر كل يوم خمس يوم الرّحبة
توجّه الحاج خلف الله رفقة أحد معارفه في اتجاه الرّحبة مخلّفا على يمينه بناية السّوق البلدي بمقاهيها ودكاكينها العديدة أما على الشّمال فقد تجاوزا دكاكين" الجرابة" بائعي الملابس الجاهزة الرّجالية من الشاشية الى البلغة البيضاء مرورا "بالسورية" أو القميص الى السروال العربي او العصري الى "الفرملة" و"المنتان" الى الجبة القمراية الى "السكروته" الى" الملف" الى "البلوزة المدورة أو المشقوقة" وغيرها ففي محلات "الجرابة " ما تطلبه تجده فالاقمشة بمختلف ألوانها وأنواعها موجودة وأهمها القرمسود وهو مستورد من الهند باهض الثمن الى جانب الاقمشة المحلية من الكتان والحرير والقطن اشهرها اقمشة قصر هلال ولكل قماش ثمن
أما الملابس النسائية فهي متوفرة أيضا ومنها ماهو جاهز كالفستان أو"الرّوبة" بألونها المختلفة الزاهية أو "الحولي الحرير" حيث تجد منه الخمري و الارجواني و الاخضر في زخرفة بديعة
أويمكنك أن تقتطع "الملحفة النسائية " من الاقمشة الكثيرة ذات الألوان البديعة والزّخارف العديدة على ان لا يقل طول "الملحفة" عن ستة أذرع
وبعد أن يقتطع لك البائع ما تريد من قماش داعيا لك بطول العمر وبعد أن تنقده ثمنها ماعليك الاأن تقدّم قطعة القماش الى الخيّاط . ولن تذهب بعيدا ففي كل دكان بيع الأقمشة تجد خياطا قابعا وراء الدارزة وهي آلة للخياطة ومن أشهرها "سنجير" الماركة العالمية فكنت تري " عبدة الغملولي " ينتظرك بفارغ الصبر حتي تنهي مساومتك المملة مع الجربي الذي لن ينفذ صبره ولن ينقص لك مليما من الثمن الذي ذكره لك اول مرة دون ان يشعرك بضجره او تضايقه منك اشتريت أولم تشتر. فالكلمة الحلوة والابتسامة لا تفارق شفاه "جربي"
وما أن يتسلّم منك "عبدة" قطعت القماش حتي يشرع في خياطة جوانبها راضيا بما تقدمه له من أجرة حامدا شاكرا وهو رجل مسن أسمر شديد السّمرة دون السّواد أخنف لبق فكنت تعطف عليه ولا تناقشه فالأجرةالتي يطلبها غير مشطة مقارنة بزملائة
وكنت ترى أصابعة تلقم القماش لألته العجيبة في تناسق وخفة كبيرين وانت تتفرس في "ماكنة الخياطة" تلاحظ أنها ليست من نوع "سنجير" بل هي "ديامونت" الاقل شهرة وقد علّق "أبيك عبدة" بها العديد من ا لتّمائم والحروزوبعض الودع وخمسة فضيّة وصرة صغيرة من الملح و هو يحرص كل الحرص على تزييتتها بزيت خاص أكثر من اللازم حتى ترى قطرات الزيت تنضح من ثقوبها و يُكثر "عبدة "من الصّلاة على النّبي كلما لاحظ أنك تمعن النّظر له ولدارزته فهو يخاف أن تصيبها عين حاسد فتتعطل ويتعطل مصدر دخله الوحيد .
كان الحاج خلف الله يسرع في مشيته وما إن اقترب من دكان الطاهر حتى غمرته رائحة الدخان بنكهة رائحة الشواء أنه "مطعم الأ حباب" حيث عمد صاحبه "الطاهر" الى وضع قطعة من شحم الماعز على جمر الشواية الملتهب وراح يمروح في نشاط بقطعة من الورق المقوى "كرذونه" ملقيا السّلام على من يعرف أولا يعرف من المارين في حزم ونشاط وهو يعقد ميدعته البيضاء حول بطنه وعراقيته البيضاء مائلة نحو أذنه اليسرى
أما أولاده فقد بكّروا للرّحبة لتركيب المطعم المتنقل وهو عبارة عن خيمة واسعة تعرف ب"القيطون " ترفعه أعمدة من الخشب وتشده اوتاد حديدية يتم بداخل "القيطون "تجهيز صحن الكفتاجي بقرن الفلفل الاخضر الحار و"تسطيرة" الطمام والبصل والقرع والبطاطا تتوسطها بيضه مقلية مع رشة بقدونس أما الملح فحسب الرّغبة كل ذلك مع خبزة مستديرة وقد تعلقت بها حبات السينوج الأسود ... يتبع
نصر العماري
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع