يتعالى الانسان عن نفسه ليقاوم و يجبر خاطره المكسور.
أتراه ضعيف ؟أم قوي؟ أم روح تتلاشى أمام لوعة الحياة و مرارة المذاق؟ كل هذا ينتابني وأنا أحاول الصمود، اللجوء الى الواقع وترك الترهات والتخيلات. تمزقت ألاف المرات من الموجدين والغائبين. ماذا جنيت ؟ سوى ألام ورقعة كبيرة ممزقة لا تأبى الخيط والتصغير. عانيت الكثير، وفي شهر لا أذكر كيف صحت نفسي بداخلي وألزمتني الوقوف. تخبطت و تراميت وإعتالتني سكرات الخطى. مددت يدي التي شاخت قبل أوانها أرتكز على الجدار لا أدري إن كان يتكئ عليا أم العكس، إنه ذلك الصوت المدفون فلا أظنه لا ينتاب الشخص العاقل.... رفعني ألهمني و زرع الورد، قطع الشوك....
فمالي و نفس شبه ميتة مصفرة شاحبة تلبستني و شطفت ابتساماتي و جعدت بشرتي. أردت بقوة الانسياق لهذا الصوت الجميل المبدع في قلب الموازين و اخراج كل ما هو جميل.
كان الوقوف صعب لكنه مميز لروح انسانية دفينة تريد التحرر والحياة. لعله ينادي كل الاشخاص الذين لازالوا يقبعون في ظل موحش و في ظلام داخلي دامس لينصتوا إليه إيجابا.
فلا شيء يضاهي كلمة أنا موجود لنفسك لمرآتك و ضحكة رنانة تثبت شفاءك من مرض النفس للنفس. فكل ما يصيبنا من يأس و بخل و خمول ليس سوى إنصياع لخفاش الليل الذي يعكس ظله على كل ماهو حي فينا. علينا نفض الغبار على أرواحنا لتلمع من جديد و يتوهج بريقها مثل الشمس عندما تعكس نورها على الاشياء فتصبح ثمينة كالذهب.
رغم كل ما نعانيه من روتين يومي و غربة تتآكل من أجسادنا، رغم الصراع مع المرض و رغم..... و... و... إلا أن جملة من الأصوات الباطنية التي لعلها تأرق البعض حررت ما فيا فأنا لا أحتاج الى مؤنس لغربتي ولا عن هواية لكسر عاداتي ولا عن دواء لمرضي. أنا فقط تجاوبت لإدراك قيمة النفس لنفسها فمالي و بكائي على الأطلال و أنا مشبعة بالحياة أدركت وقتها الوجود والقيمة فوجدت نفسي في طريق مفعم بالأمل و كانت تجربتي بسيئاتها و إيجابياتها تجارب تبعث فيا الحماس وتقوّي الإرادة لأحيا من جديد.
انها قوة الإرادة والشوق للوقوف فالحياة جميلة تحب الجمال ونحن بدواخلنا روعة واشياء مدهشة تجعلنا مذهولون أمام قدرة الله في تصوير العجب.
هذه أنا الآن أجالس صوتي الذي يحفزني للسير قدما فماذا عنك؟عنك؟عنكم؟ أمازلت تكروهون الحياة وتتطيرون من الشئء واللا شيء...... يتبع
---------------
منيرة خضراوي تونسية دكتوراه في اللسانيات العربية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع