أيا شهرزاد الحلم والاحتواء
أيا شهرزادَ الجراح العميقة
وعربدةِ الشّوق كلّ المساء
ويا واحةً من سراب وعود
تثير حنينا
وشوقا إلى عالم سرمدي
ويا ألف ليلة وليلة
يسافر على خطى الدهر فيها الخيال
ليكتشفَ عقدةَ المشرق الآثم
وعمقَ جذور القضيّة
معلّقةً بأهداب تيه
بدون حدود
تعربد كمهر جموح
بلا أدنى طوق
على مركض من ضباب
يدوس فخورا جيوب الجراح
وعمق الوجع
وعند الصباح ينام قريرا
على نهر خمر
على شبه نصر
وأنهار دمع حتى المساء
أيا شهرزادَ التي أسّرت شهريار
ويا نفسَ الرّوح والاحتضار
وعقدةَ كل القبيلة
أما آن أن تسكتي
وتنطلقي في غناء
كهبّة ريح
كحلم صباح
فيطفئ نارا
ويوقد نورا
ويسبح فجرا على موجة الدّهر كالسند باد
كبسمة نور تروح بعيدا
لتهجر منفى الفراغ
وتترك الأمر لبوصلات الضمير
ودفّة حظّ تشقّ عباب السواد
أيا شهرزاد الحنين والاحتواء
أما زلت تعتقدين بأن في الحديث سبيلا
وأن السّكوت مملّا مميتا
ألم تمقتي دمدمة الذكريات الأليمة
وعمق عذاب السكوت الفصيح
دعي الفارس الذي كسر مهره يتذكر
آلام العذارى والأمهات
دعيه
يدثّر الخيلاء ببلسم من ندم
ويكتشف أن انتصاراته كلها خاسره
وأن شموخه كله لم يكن
سوى هبّة من هواء
محمد الصغير القاسمي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع