دنيا علي الحسني - مجلة بويب الثقافية
عندما ينضم الشاعر قصيدة يبني بأبياته قصرا على تخوم الشمس, وحين ينثر الأديب حروفه يشكل منها ماهية الحلم فتصلنا على هيئة عطر يتسربل في الأرجاء, ولكن حين تتراقص ريشة فنان على إيقاعات اللون تجمع كل ما نظم وما نثر من حروف بضربة لون وفي أي إتجاه كان تسلل للروح الألفة والسكينة , الإبداع لا يحتاج ليترجم للغات لكنه يصل بتؤدةٍ إلى كل الكون وبلا إستئذان هو ذلك النسيم العليل الذي يسافر إلى كل الدنيا ليترك انتعاشا وبهجة في النفس البشرية, يشيرللكثير من التساؤلات ويحث من غفل عن المعرفة للبحث وراء ما يجري في الجزء الغائب من العالم, لنكتشف جميعا, لغة المشاعر الانسانية ترتقي لتكون هدفاً سامياً تحمل رسائلاً وطنية وإنسانية يحملها الفنان ليوصلها لكل مكان, وأخيرا رتبت رزنامة التوقيت هندام أيامها وأرقامها, وأعلنت الشمس والقمر تفرغهما لنتابع معا هذا النجم الساطع في سماء الإبداع أن لوحات الفنان سليم محمود تغذي نظر المشاهد بما تجلب من إضاءة وتجديد و من طبيعة واجب الناقد يتحدث عن الفن ومسيرة الفنان الذي يراه وأن يحكم من خلال معرفة وثقافة بصرية عالمية .
تقنية المنجز
معجزة الفن التشكيلي هي التي تهيج الأحاسيس النفسية، وتنعش القلب والبصر وتعطي للمشاهد متعة خاصة حين يقف أمام اللوحة كما يقول الفنان دافينشي أنظروا إلى الإضاءة وتمتعوا في تقنياتها هذه التقنية نجد لها فصاحة في منجزات الفنان سليم ولها إيقاع موسيقي في كل عمل نجدها إضاءة أمامية في لوحات البورتريه والجانبية في الطبيعة الصامتة موجهة في بعض أعماله وطبيعية في أخرى لم يترك الإعتناء بها أبدا أقف أمام لوحات الفنان سليم لأغذي البصر من جمال الدقة في المنجزات الواقعية وهذا من سحر الفنانين , الأسلوب أمثال كارفاجيو, ورفائيل مينغز, لكن لكوني ناقدة في هذه المادة فأكون غير منصفتا إن مضيت بدون الحديث عنه يقول الكاتب والسياسي الناقد التشكيلي المكسيكي , اوكتابيوباث , إن أكبر إجرام بحق الفنان ان يمر الناقد أمام اللوحات دون ان يعطي برأيه , وإن الجرح العميق يأتي من صمت الناقد وليس من إشاراته النقدية يزيدني فخرا أن كنت في حقول الإبداع وهذا الابداع من أبناء بلدي العراق .
مدارس مختلفة
الواقعية والتعبيرية والتنقيطية والحروفيات مع لمسات موسيقية وشعرية من مذاهب أخرى وهناك تأثير وتألف مع بعض علماء هذه المدارس هذا التأثير يأتي من عفوية كل فنان مبدع بينما احيانا يأتي من سبب ميول الفنان لبعض الأفراد لكن هذا ليس هو أساس هام كي يأتي الفنان بأشياء جديدة بل قوة الخيال وجودة التقنية هي التي تعطي الإبداع .
رمزية التعبير
يقول الفنان الإسباني سالفادور دالي : الفنان التشكيلي الحقيقي هو الذي يصنع لوحة جميلة بألوانه في جوف الصحراء أي انه لو كانت الصحراء عارية لألبسها الفنان أفضل الثياب وهذا هو الفنان المبدع من زار مركز الفنون للإبداع في مدينة هيت سيجد هذا بأم عينه أمثال كثيرة تتكلم عن هذا دون خجل تعجز الأحرف عن تحديد خيال الفنان في مسرح لوحاته الإنسانية وعن حبه للوطن وأبناء مدينة هيت ممزوج بألوانه الرمزية يجسد الشخصيات المعروفة في لوحات رمزية راقية وأجد في لوحاته صراع ثقافي وليس مع نفسه فحسب بل مع التعبيرية ومع من لم يعتب ولم يكتفي بإجادة الواقعية وسحر الإضاءة، كما لم يكتفي في أن يكون ممثلا هاما في مسرح الحروفيات بل يضيف الإيقاع في لوحاته التعبيرية هو فنان طموح ذو روح مسافرة بشبه دائم ويعيش بعيدا وقريبا بآن واحد.
لوحة ومعاني
قصيدة شريدة تتجدد إيقاعاتها وبداياتها ولغاتها وتتوزع بصورة لا تكتمل لان من يكتمل يموت وهو بين حالات الوصول إلى الاكتمال وحالات السعي والمحاولات للتعبير بنصا ادبيا مغرقا في شاعرية والبناء الاسطوري يعيش سليم فنانا حالما للوحته رافدا مخيلته بالجديد والمدهش والغريب حاملة لأسرار كثيرة ومدهشة ,مؤرق بالتناقض في جماليات خاصة تحتفي بالإختزال البصري وتفتح أفق التلقي قوسا واسعا لتعدد التأويل وإختلاف الرواية والقراءة والنظر الى ما وراء البناء واللون معتمدا الخيال ليتواصل في سفر سديم يمنح للفنان رواية حزينة .
* هو الغياب * ابوابه مشرعة للحزن في قلبي بالف باب"
هو الذي يجعلني اعتنق الصمت مع الاحزان "
يجعلني أبحث عنك في كل الزوايا
وفي كل مكان "
في اللوحة التي تسالني عنك وفي الالوان "
أسأل،، كل مكان جلست فيه
ضحكت فيه ،، بكيت فيه "
تتوقد النيران في قلبي ،، ولا اعرف ماذا يعتريه"
آه يا جرحي المملح،، آه ياصمتي الطويل ،، بلا جواب"!!
هو الغياب" !!
أقسى من الذي قالوه،، عن مافي جهنم من عذاب "
الوقت يسري هكذا،، الدقيقة عندي يوم"
اليوم في اسبوع والاسبوع يغدو لي سنه "
هكذا نحسبها،، هكذا نشعر بها ،،
انت ،، أنا ،،
الحب ياملهمتي لا يعرف المستحيل
المستحيل محتمل ،، مادام في قلوبنا بارقة الأمل
سيفتح الله لنا من رحمته،، الف باب
وينتهي الغياب" .
فنان باحث ومنقب
الفنان سليم باحث ومنقب ماهر في الطرق الجديدة ذو فلسفة تعبيرية وخيال بعيد, يجسد لوحاته مع القصائد الشعرية والآمال والأحلام بأشكال جديدة ويجعل بين الواقعية والتعبيرية تألف عميق مع الروح الشاعرية و صرخة الفنان في لوحة (ملهمتي) هي قصيدة تترجم لوحة تعبيرية بدون شك لكن أليس الملهمة لها اهمية كبيرة في حياة الفنان سليم اليس فيها جواب لقول الشاعر:
* ملهمتي * هل الصمت يسمع ؟
نعم يسمع وانا الوحيد الذي يسمعك وانت صامته"
يخبرني صمتك هذا,, بكل شيء لم نتحدث فيه"
وأستغفرك ,, اصلي بين يديك ,, واسجد"
أقبل خاتمك،، الفيروزي الساحر
أشم منه عبق المسك والعنبر "
أتسامى حد ،، التلامس معك يحاصرني دخان سيكارتي"
تحترق كل اوراق قصائدي والواني
تفيض روحي شوقا،، كالطوفان"
ماذا تخبئين في صمتك. ؟
تتمتمين ،، بتعويذة النساء
كي تبتعدين عني ".
تمارسين معي دكتاتورية،، العشق لأبقى اسيرك "واعلن لكل،،نساء الأرض باني متيمك" الذي ارتضى سلطويتك،،
وأقول لك ؛ نعم يا مدللتي وملهمتي أنا"وقصائدي وألوان مرسمي هيت لك".
طريقة التقمص الوجداني
تعد لوحات المناظر الطبيعية من أشهر أعمال الفنان سليم كانت من بين سلسلة لوحات سماها الفنان المناظر في الحياة حيث طغت عليها المناظر الطبيعية لتعبر عن الدلالات والمعاني من حب وآمان وحياة وسعادة وجمال وهدوء كما هو الحال مع معظم أعمالة الأخرى ويعتبر المنظرالطبيعي المسائي يتحول الى إيقاع تجريدي من الخطوط المتموجة، و يبدع بخطوط القوس قزح المتجه نحو محتوى المدلول اللوني في التكنيك المتجه نحو الداخل يكثف الأحساس بالجو المريح والهاديء في اللوحة أما السماء والطبيعة المحيطة والالوان الصارخة والقوية والداكنة فهي تضفي أجواء خاصة بأفاق جمال الطبيعة الساحرة وخصوصا وقت غروب الشمس بلون السماء الأحمر وأنعكاسة بالأفق على مياة نهر الفرات العذبة بمدينة هيت أعتقد ان الفنان نجح في التعبير عن موضوعه وإيصال مشاعره الى المتلقي والتأثير فيه حيث أصبحت لوحاته أيقونة داله لجمال الطبيعة الأخاذ والمعاني الواقعية والتعبيرية في الحياة .
مسيرة وعطاء
دكتوراه فنون تشكيلية وشاعر وبكالوريوس علم النفس فنان يمتطي صهوة التكنيك اللوني والإحساس المرهف من خلال تعامله مع لوحاته يضع بصمته بكل إحتراف ومهنية عالية يتعامل مع الألوان بمهارة الرفق والسخاء يجد فيها ذاته يعبر عنها بقصائده المستوحاة منها بلوحات يرسم مبحرا في عالم الإحساس المرهف بكل ثقه وتأني وعلى خطى ثابته يكتب الحرف من خلال اللون وروحيته يبعث في المتأمل روح العشق الأسطوري ما بين اللوحة الأبجدية يجعلها تتناغم مع الإحساس أنه من محافظة الأنبار قضاء هيت هذه المدينة التي تزخر بالعلم والفن والأدب في كل لوحة له قصة قصيره متناغمة مع فيض من المشاعر تجدها من خلال تعامل المشاهد والقارى من خلال صفحته في التواصل الاجتماعي حيث ترى الجميع يكتب تعليقا وكان ما رسمه وكتبه يعني القارىء نفسه لأنه يتعامل من خلال اللوحة القصيدة بإطار رومانسي يشد الجميع من يقرأ له يسميه( نزار العراق ) بأسلوبه الرائع في تناول المفردات لما وصل اليه من التألق والإبداع في مسيرته الفنية .
السيرة الذاتية :
- عضو نقابة الفنانين العراقيين المركز العام
- عضو جمعية التشكيلين العراقيين المركز العام
- عضو جمعية الخطاطين العراقيين المركز العام
- عضو التجمع العربي للأدب والإبداع في عمان / الأردن
- عضو الاكاديمية العربية للابداع والتنمية في مصر
- عضو الاتحاد العالمي للفنانين التشكيلين العرب/ مصر
- عضو أكاديمية السلام في ألمانيا
- عضو الكاليري الفرنسي / فرنسا
-عضو رابطة الابداع التشكيلي/ السويد
- عضو النخبة التشكيلية في الإمارات العربية المتحدة/ دبي
- عضو رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة المقر العام
- مدير مركز إبداع للفنون التشكيلية
- رئيس رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة فرع المنطقه الغربية
عضو أكاديمية الفينق للأداب/ عمان
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع