من بهيم ليل عتمة الأيام
والنفس المسكونة بالوجع
وأسوار المدينة الموحشة
مستنفرة صمتا من حداد
وأحجارها الصلدة المنحوتة
قدّت في الغياب بالسّباب
وعويل ونوح قديم
وصراخ على المذابح
يهزّ الأركان أليم
وطيوف أسراب طيور
سوداء بحجم الجحيم
أسعرت حقدا وكبّار نار
بحجم كون نون
وهول موت ناقة صالح
والدمع بحدق العيون
وضوضاء إعراض إبليس
بالرفض علنا والاستكبار
في حضرة الربّ المعبود
وهاء هلمّ هول هلاك
من فيها بجريرة
فعل المستهتر قُدَارْ
تسلبني غضّة الأقدار
هدوء سحر الأمسيات
وصفاء أنوار الصباحات
ويد حديد بطشها
تطاول وراء الأستار
وأنياب زرق ذئابها
تترصد أبواب الديار
وفي زواريب المدينة
نفر من سديم يخبز التراب
ويرمق بهاء السحاب
ويحضن جاثما العنت
ليلا وكلّ ساعات النهار
ومسام سمر جلودهم
تصدح دون صوت تراتيل
من عمق فزع الجراح
وأنّات نوى البطاح
وغاب شجر السنديان
لأنّ التاريخ توقف
فمنذ سحيق عهد
تبوأ الأراجيف
وصار لنا معبد
يحج إليه يأجوج
هاذي سجايانا
في زمن الجدب
وعتو ّ البلاء
وخيل الشقاء
ورياح الندب
وأنّات ذرات الهواء
رؤوف بن سالمة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع