السّْونسْ انتردي (27)

"السّْونسْ انتردي"27

سلّم "حمدان "على "حمدة بالطيّب" شُهر" السّايح " فبين الرّجلين معرفة سابقة فكثيرا ما يدعو حمدان" للسّايح "بالهداية والتّوبة فيجيبه باسما"آ شني عامل ما عامله النّاس" وقد عرف "الّسّايح" بحذقه لفنون الطّبخ وببراعته في لعبة "الروندة "وهي لعبة ورقية تدور بين فريقين يتكوّن كل فريق من لاعبين اثنين وتتطلّب اللّعبة شخصا خامسا يسجّل النّقاط التّي يحرزها كل فريق ويسمى "الرّشام" ويدفع الفريق الخاسر ثمن مشروبات المتبارين و"الرّشام" وما تم التراهن عليه من مشروبات المتفرّجين .

وتدور اللّعبة لأكثر من " طُرْحْ " أو شوط وقد تنتهي عنده فتكون الخسارة خفيفة. أما اذا تواصلت إلى أربعة "أطراح "أو أكثر، فتهكّم الفائزين أكبر من غرامة ثمن المشروبات . ويرافق اللّعبة مرح وسخرية وضحك خاصة عند ارتكاب الأخطاء وكان "السّايح "من

أطرف وأظرف اللاّعبين خاصّة عندما يكون "عامل كعبات"

جلس حمدان بقاعة المطعم المستطيلة الشّكل الى طاولة يغطيها سماط نيلوني سماوي اللّون موشى ببعض زهرات النّرجس البرّي وفي منتصف الطاولة التي يحيط بها أربعة كراس خشبية دورق فخاري بعروة واحدة وبدون بُلبلة موشى من الخارج بالبنّي والأصفر ومطلي بالأبيض من الدّاخل مكتوب في وسطه بالأسود "بالشفاء ".

ونادى السائح نادل المطعم "ياطفل ،هات واحد مرقة بطاطه سبيسيال لعمك حمدان "

فأجابه النّادل بسرعة "حاضر عرفي" ووضع أمام حمدان صحنا من المرق به أربعة قطع من البطاطا وقطعة لحم يبدو انها "ضلع قصّ " عليها رشّة بقدونس . ووضع بجانب الصّحن قطعا من الخبز المقطّع في تناسق ومنديلا قماشيا مطويا مخططا على شكل مربعات .

شرع حمدان يتناول المرق بعد أن أزاح قطعة اللحم جانبا فهو يحبّ أ ن تكون آخر طعامه وشرع يهرس قطع البطاطا بقطعة الخبز والبسمة تعلو محيّاه فتفطن إليه "السّايح "وأمر صبيّه أن يزيده قطعة لحم أخرى.

فشكره حمدان وشكر الصّبي قائلا" يكثّر خيرك يا حمده هاي خيرات"

لكن ابتسامة "حمدان" لم تكن بريئة فهو يخشى أن تكون قطع البطاطا نيّئة

فكثيرا ما يعمد "حمدة بالطّيب" الى زيادة قطع من البطاطا النيئة للقدر في حين تكون القطع السابقة قد استوت . لكن "حمدة" وعندما يكون "عامل كعبات " لا يهمّه يتفقد القدر ويزيده قطعا من البطاطا وشيئا من الماء والتّوابل حسب عدد الزّبائن الوافدين ، و هم وحظهم إن كانت القطع ناضجة أو نصف استواء المهم مرق البطاطا متوفر للجميع .

ازدرد حمدان ما في الصّحن من مرق ومسح وشكر وحمد وتذكّر أن عليه الذّهاب الى دكّان الحاج محمود الإسكافي لعلّه يظفر" بحسابية لحم

يتبع

نصر العماري

مجلة بويب الثقافية

القائمة الرئيسية

الصفحات

السّْونسْ انتردي (27) - نصر العماري

أخر المواضيع من قسم : ثقافة وفنون

تعليقات

إرسال تعليق