السّونس انتردي"23
و ما إن اقتربت منه حتى صرخت " تكّازا"
انتفض الحاج خلف الله مضطربا وانقلب كأس الشاي أمامه فهبّ واقفا قائلا" فجعتيني يا ...
فردّت عليه "اسم الله عليك ، وسيدي عبيد معاك تحبّش نتكّزلك ونشوفلك بختك"
وأسرع القهواجي يمسح الطاولة والحاج يتفقد ثيابه وهو يتمتم "لا لا ما نحبش ،
هاو كاس التاي تكب آش خير من البخت ؟" فأجابته مبتسمة
"فأل خير، قلّي أش اسمك ،يا حاج وهات ايدك " فبقى ينظر إليها كالمسلوب الارادة لا يدري ماذا يفعل. فمدّت يدها اليمنى وأمسكت بكفه بلطف فأحسّ بقشعريرة سرت في جسمه وكأن شيئا كالنّبض عاد إليه .
وأردفت قائلة "بيّض الكف وسمّي باسم الله " فلم ينبس ببنت شفة وشرد عقله
فسألته في حزم "آش اسمك واسم أمك؟ وبيّض الكف"
"عليّ ، عليّ ولد مسعودة" أجابها متلعثما وأخرج "مائة فرنك" بسرعة ومدّها وعيناه لا تكاد تقع من علي وجهها لكنّه يكاد يقع من طوله فهذا الوجه الصّبوح لم يرهُ من قبل
وانطلقت" التكّازة "مسترسلة في القول وقراءة الكفّ دون أن تنسى أن تلقي عليه نظر بين الفينة والاخرى لتتأكد أمازال على حاله
"عليّ، إسمك عالي على الأول والتّالي .. .من عرش شريف وغالي .. إنت تحبّ النّاس والنّاس ما تحبكش .. اللّي في يديك خاطيك ، باذن الله اللّى تتمناه يجيك..
عليّ ،عندك عاده ولات عبادة... من أول الجدود ببركة سيدي محمود ... عادة ما تبطلهاش وانت ماعنك باش.. .
عليّ، أنت في حياتك مشك متهني تخزّن في قلبك ،و ترقص وتغني ..
عليّ .. الدّنيا هذي مشّك عاملها حساب .. هي تجيك من باب وإنت تخرّجها من باب ..
عليّ، عندك شيء تحبّ عليه ،إنويه باذن الله يتحقق.. وقول يا سيدي عبيد إن شاء الله"
وتركت "التكّازة "كفّ عليّ فبقيت يده ممدودة وكفه مبسوطة "كمن يستجدي لله يامحسنين" وهو شارد الذّهن لم ينتبه الا حين قالت له" استغفر مولاك" . فردّد وراءها "استغفر الله" وأسدل ذراعه وبقي واقفا يتابع خطواتها. ثم كمن استيقظ من غفوته نادها "آهي ...آهي آبنت سيدي عبيد ،زردة سيدي بن زكري نهار الاثنين، ما تنسيش باش تجي ناي الوكيل " فأومأت برأسها كأنّها موافقة ولم تتوقف عن المشي.
وكان القهواجي يعض طرف مئزره يسدّ به فمه كي لا تُرى بسمته أو تُسمع قهقهته
وخاطب الحاج قاطعا عليه شروده "انجيبلك كاس تاي آخر "
فردّ الحاج "ايه أحمر نحبّو أحمر.. آخي ناي شربت"
وتراجع إلى الخلف ليجلس فوقعت رجله اليسرى في الطاجين فهشمهه .فانفجر القهواجي ضاحكا حتي أدمعت عيناه
والحاج يردّد "إن شاء الله النّهار مبارك حتى "طاجين مبروكة" ت....تكسر" والتفت للقهواجي غاضبا سائلا"اشبيك تضحك ياطفل؟"
يتبع
و ما إن اقتربت منه حتى صرخت " تكّازا"
انتفض الحاج خلف الله مضطربا وانقلب كأس الشاي أمامه فهبّ واقفا قائلا" فجعتيني يا ...
فردّت عليه "اسم الله عليك ، وسيدي عبيد معاك تحبّش نتكّزلك ونشوفلك بختك"
وأسرع القهواجي يمسح الطاولة والحاج يتفقد ثيابه وهو يتمتم "لا لا ما نحبش ،
هاو كاس التاي تكب آش خير من البخت ؟" فأجابته مبتسمة
"فأل خير، قلّي أش اسمك ،يا حاج وهات ايدك " فبقى ينظر إليها كالمسلوب الارادة لا يدري ماذا يفعل. فمدّت يدها اليمنى وأمسكت بكفه بلطف فأحسّ بقشعريرة سرت في جسمه وكأن شيئا كالنّبض عاد إليه .
وأردفت قائلة "بيّض الكف وسمّي باسم الله " فلم ينبس ببنت شفة وشرد عقله
فسألته في حزم "آش اسمك واسم أمك؟ وبيّض الكف"
"عليّ ، عليّ ولد مسعودة" أجابها متلعثما وأخرج "مائة فرنك" بسرعة ومدّها وعيناه لا تكاد تقع من علي وجهها لكنّه يكاد يقع من طوله فهذا الوجه الصّبوح لم يرهُ من قبل
وانطلقت" التكّازة "مسترسلة في القول وقراءة الكفّ دون أن تنسى أن تلقي عليه نظر بين الفينة والاخرى لتتأكد أمازال على حاله
"عليّ، إسمك عالي على الأول والتّالي .. .من عرش شريف وغالي .. إنت تحبّ النّاس والنّاس ما تحبكش .. اللّي في يديك خاطيك ، باذن الله اللّى تتمناه يجيك..
عليّ ،عندك عاده ولات عبادة... من أول الجدود ببركة سيدي محمود ... عادة ما تبطلهاش وانت ماعنك باش.. .
عليّ، أنت في حياتك مشك متهني تخزّن في قلبك ،و ترقص وتغني ..
عليّ .. الدّنيا هذي مشّك عاملها حساب .. هي تجيك من باب وإنت تخرّجها من باب ..
عليّ، عندك شيء تحبّ عليه ،إنويه باذن الله يتحقق.. وقول يا سيدي عبيد إن شاء الله"
وتركت "التكّازة "كفّ عليّ فبقيت يده ممدودة وكفه مبسوطة "كمن يستجدي لله يامحسنين" وهو شارد الذّهن لم ينتبه الا حين قالت له" استغفر مولاك" . فردّد وراءها "استغفر الله" وأسدل ذراعه وبقي واقفا يتابع خطواتها. ثم كمن استيقظ من غفوته نادها "آهي ...آهي آبنت سيدي عبيد ،زردة سيدي بن زكري نهار الاثنين، ما تنسيش باش تجي ناي الوكيل " فأومأت برأسها كأنّها موافقة ولم تتوقف عن المشي.
وكان القهواجي يعض طرف مئزره يسدّ به فمه كي لا تُرى بسمته أو تُسمع قهقهته
وخاطب الحاج قاطعا عليه شروده "انجيبلك كاس تاي آخر "
فردّ الحاج "ايه أحمر نحبّو أحمر.. آخي ناي شربت"
وتراجع إلى الخلف ليجلس فوقعت رجله اليسرى في الطاجين فهشمهه .فانفجر القهواجي ضاحكا حتي أدمعت عيناه
والحاج يردّد "إن شاء الله النّهار مبارك حتى "طاجين مبروكة" ت....تكسر" والتفت للقهواجي غاضبا سائلا"اشبيك تضحك ياطفل؟"
يتبع
نصر العماري
![بنترست](http://pinterest.com/pin/create/button/?url=https://www.boyeb.com/2020/06/23.html?m=1&media=https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEicMXZoySGu7v3Ptf96idjaJUUELLsxu9vCiMw-ezNy4QALWFq_tQmstBUzdYbdEmHPYzd9nUpvtm0YuhzNsAHfuT4QQBMOzxYvaKf8lEkjdQiBdEKR9otKgcrIsZCzERpXUYqNHCKDx68/w1600/43079496_708744546147902_2612382942617403392_n+%25281%2529.jpg&description=السّونس انتردي"23 و ما إن اقتربت منه حتى صرخت " تكّازا" انتفض الحاج خلف الله مضطربا وانقلب كأس الشاي أمامه فهبّ واقفا ق…){kind=link}
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع