استغرب "ولد مسعود الكرارطي " من ردّ "الحاج خلف الله " مع أنه سألهُ بأدب وصبّح عليه.
سأل ولد مسعود نفسه أكثر من مرّة " عاد آش بيه كان سألتو على البهيم ؟
أخي عيب باش الواحد يسأل على حاجه ضايعه منو؟
آخي أنا آش قتلو ؟ ولاه ينهق ويصّكك ؟ مشي عادتو الحاج لا حتى هو حاج ...
حج وزمزم .... تي ماهو يقلّي ريتو وإلا ما ريتوش ..."
وراح يجوب شوارع المدينة يبحث عن حماره و بين الحين والحين "يُكَرّشُ له" "كُرْشْ ...كُرْشْ ..كُرْشْ"ا وهو اصطلاح بين الأحمرة وأصحابها فحين يطلق صاحب الحمار كلمة "كرش " يفهم الحمار ان صاحبه سيقدم له مخلاة الشعير
لكن حمار ولد مسعود لم يعد يثق في صاحبه . فكم من مرّة يناديه "كرش... كرش" ويعلّق عليه المخلاة خاوة كان الحمار يعلم أن صاحبه يخدعه من أجل أن يركّب عليه العربة
فجأة أبصر ولد مسعود حماره بجانب حائط الجامع في إتجاه قاع المزود حيت يقع منزله
و اسطبل الحمار و"بالات التّبن" والعربة
فأسرع اليه ورمى الشكيمة في رقبته . وأدخل "الصريمة" في فمه وهو يؤنبه " يا ولد الحرام ، وليت تصلّي ، نزلت عليك التقوى ،جيت للجامع ... تحبّ تفوت علىّ السّوق وسلع النّاس اشكون مش يوصلها للرّحبة ؟ كيف ما تخدمش أشكون مش يوكلك؟ منين باش تجيب الشعير والتبن ... يا بهيم ... يا ولد الحرام"
كان حسونه يسمع تأنيب ولد مسعود لحماره فشرع يضحك مقهقها وهو يتمتم " آه لوكان تعرف آش جرى لبهيمك ... أه لو تعلم؟ "
أذعن الحمار لصاحبه كان بودّه لو حسونه يخبر صاحبه ما جرى له . وتوجه مباشرة للعربة الرابضة أمام المنزل دون أن يحرن
فجهزه وأنطلق بسرعة يحمّل أكياس السلع معتذرا لأصحابها عن التأخير .
يتبع
نصر العماري
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع