بلون الورودِ
وزرقةِ السّماءِ والبَحرِ
بلونِ خيوطِ الشّمسِ
وضوءِ القَمَر
في ليالي الوصالِ السّعيدةِ
وحصادِ سنابلِ الحقولِ
الوادعةِ بالخيرِ
***
بلونِ غيمةٍ مسافرةٍ
إلى حِمى الحبيبِ
ترتدي فستانَها الأبيضِ
تُنزِلُ قَطْرَها المُبارَكِ
على السّهولِ العطشى
فتُنبتُ الزّرعً
وتُزهِرُ الأغصانَ العاشقةَ للضّوء
ويورقُ الحبُّ في بلادِ العوسجِ
والرّيحان والتّينِ والّليمونِ
والبُرتُقالِ والزّيتون والزّيزفون
***
برائِحةِ أديمِ الأرضِ السّمراءِ
وأفخرِ عطورِ الكونِ
وهالِ بُنِّ الشّوقِ والحنينِ
بشذا الزّهورِ البريّةِ والرّيحانِ
وأطايبِ العودِ والندِّ
والرّندِ
وأوركيد الهوى التّليدِ
***
بأريجِ الحبقِ والجوريِّ
والبيلسانِ
والسّوسنِ والنّسرينِ
بِكُلِ مُدنِ العاشقينَ
وأنهارِ الكوثرِ الجاري
وجداولِ الوصالِ الأبديّ
تهواها السّمواتُ السّبعُ
والأرضينُ والكواكبُ
والثّريّا والنّجومُ
***
تتوضّأ بِطُهرِ زمزمها الطّيورُ
وفراشاتُ النّهارِ
والقائمونَ في الّليلِ والأسحارِ
تغنّي لها القلوبُ
تعزفُ معزوفةَ التّوقِ
للإيابِ المنشودِ
على أوتارِ قيثارةِ الفجرِ النديِّ
***
تُرتّلُ لها تراتيلَ الهَيامِ السّرمديّ
لسيّدها ومولاها البهيِّ
تُرنّمُ لها ترانيمُ الّلقاءِ المنشودِ
أنِسَتها الرّوحُ والفؤادُ
ألِفتها العيونُ الّتي في الصّدورِ
رغمَ البُعادِ
ولظى الّلجوءِ والهجرِ
على مرّ السّنين
الصّبحُ موعدُنا والغدُ الآتي
أليسَ الصّبحُ بقريب ؟!
د. سامي الشّيخ محمّد
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع