بعيدة عنك يا أمي
فضلت الكتابة
عن الكلام.
الهاتف يخنقني وأذنايا تؤلمني
وأنت تصلين .
أنصت لأجوبتك من بعيد
من خلف أسلاك
لا أدري كيف تنقل لك الخبر
أخاف أن تحمل هي الأخرى
رذاذا مبللا بالألم.
لا أحب أن تحزني
أن تتكلمي عني طويلا
أعلم أن ركبتيك خانتا الأمانة .
أمي...
لم أعد فتاتك المدللة
استبدلت صوت قهقهاتي بالصراخ
ورقصي ...
أتذكرين يوم كنت أرقص بين عينيك
بلا أوتار
جسدي
وحده يهتز كراقصة التانغو
اليوم أمي بعيدة عنك
كما كنت طوال هذه السنين
ألست من دعوت لي بالبعاد
وانت تتفوهين دون أن تشعرين أن الزوايا
تقرصن الدعوات
وأن الحيطان تحفظ ذاكرة الشفاه.
وأن الرب يرى قلبك
يا أم
أصبح صدري ضيقا حرجا
وفؤادي لا يصغي لتنهداتي العالقة
أعرف أنك تتوجعين وتحلمين لي
كيف أغلقوا أبواب الله
عن المغتربين
عن نساء عالقات
بين شعاب الحنين
وأسلاك هواتف غبية
لا تشفي الغليل؟
رسالتي
اليوم لن أنهيها بتوقيع قبلاتي
بل سأحاول الاّ أمضي
جافة
وسأكتب لك
غدا...
فاض بي الشوق
أحببت أن تلمسي ورقتي .
فربما
أحس دفء الايام تقترب مني
أستنشق رائحة رحمك في فمي
أمتص رحيق دمك
في شرياني
أحيا من جديد
وانت تقميطينني في ثوب قميصك الصوفي
وتألمين لليلي البهيم
بصداع في أضدراسي
الليلة لم انم حتى العاشرة من بعد غد
عطشى من كل حب وانت تلامسين
جسدي السقيم.
بقلمي للا فوز احمد
انثى في زمن كورونا اللعين
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع