- هو : أنا طائر فريد أحطّ حين تناديني شجرة مفتونة بالهسيس هكذا وصفتني ذات حب .أقف على الأشفاء فأبوح بلهجة البحر والرّيح...كم أنت محشوّة بالحنين وكم أنت رديف رائحة أشجار اللوز...و كم كنت بعيدة... كنت أذكرك فيكون وقعك فاتنا كأغنية منتصف اللّيل تلتقطين مخبئي بوميض قلبك...تحاصرينني فأركض في الجهات أقتفي عطرك ....اه يا فراشة النهر والغابة كم أحتاج أن أمشي فيك وأعرف أن المسافة لا تنتهي ...كم كنت هناك وكم كانت أجفاني ذابلة فلم يوقظها غير دبيبك وقصيدتي الغائبة..
الآن التقينا..الآن وبالذات تعالي نلقي بامتلاء الوجع إلى قاع الجمر....
أخبريني هل أنت حقّا هنا أم يخيّل إليّ أنّي أقف على الضّفاف أشتّل أوردتي وأتوسّد سنديانة تغنّي... أنا وحيد وأنت هاربة تعالي نرسم ساقية ونفرك روح الماء ...
_ هي : أعلم أنّك لهفتي ...منذ أن تسلّق الحمام الزّاجل ظهورنا واستمع لوشوشاتنا وللضّجيج الخافت أيقنت أنّ الأوبة قدرك ..دعني أخبرك أنّ المطر زارنا اليوم وفيه قبلة السّماء لوجه الأرض كما كنت أقبّل وجنة قصائدك القديمة تماما ...تماما ...فأشتمّ عطر قافية تعرج بي إلى السّماء ..هناك أتمتم بكلمات غير مفهومة وأبذر حبّ الشّوق أمام آلهة انتظار لا تستجيب..
كنت أهرب من ظلّك الحارق فتتطاول قامتي وئيدة ويخزني شيء غريب كما لون المساء الخريفيّ...كنت أنت ..كان رذاذ إسمك يبلّل أجفاني فترقص مزاريب الحنين...نحن توأم الجحيم أو ربما براعم فردوس فلا نقيض بيننا..فلنغرق معا أو فلنطفو على لحاء الأمنيات دون فواصل ..دع الخيال يسعفنا فالحقيقة والحياة قاعة للمجانين....لن نفترق.....
يتبع ....
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع