تراتيل الغريب في مقام الشوق (2)
---------------------------------
يا ساقيَ النُّدمان، أترع كأسنا
علّ الشراب ينوب في وجع الفراق المرّ
عن فرح اللقاءِ،
إذا هفا القلب إليهم في النـوى
والـبعـد يـختـزل العمـــرْ
لي في تفاصيل اغترابي لوعة
شبّت حريقا
كلّما أخمدته عادت لواعجه
لهذا القلب نارا تستعـــرْ
فإلـــى مــتــى؟
سأسافـر وحدي بعيدا
أشتـكــي وجع النوى،
وإلـــى مــتـــى؟
أستــلُّ دهشتـي من خفايا الروح
يعلنها التزام الصـمـت،
صمت لو هززته ينفجــرْ
لا يستطيع البعد أن يأتي على الأشواق
في هذا المدى،
لكنّـــه يصغي لوقـع البوح
يفتح للجنون دروبه
والشاعر المسكون بالوله،المـتـيّـــم
يشـتكـــي
يجتاحه الزمن المسربل بالضجـر
هل تعـرفــون من أنـــا؟
حتى تقولوا الوهم ولّـى وانـدثـر...
للروح طَيرٌ شاردٌ غَـرِدٌ
وللإيام طعم مـــالحٌ،
عشرون عاما
كنت أحلم بالرجوع ولم تَدْنُ الخطى،
لـكـنّـنــــي
لملمت بعضَ البعضِ أرصد حلمه
كـــي أعـــــتــذرْ...
صـــبــــرًا
بقايا الروح في كـفٍّ يميلُ
وينتضـي من عُريِــه ثوبا لنا
ويضــيء للأحباب دربا للسفـرْ
هذا نشيد الروح ، موّال القوافي
والقوافل متعَبــات
ٌ فاعزفــوني نغمةً الأشواق
فــي لـحــن الـــوتــرْ
الهادي العثماني/ تونس
 --------------------------------- يا ساقيَ النُّدمان، أترع كأسنا علّ الشراب ينوب في وجع الفر…){kind=link}
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع