هذا السِّجنُ أَتلَفَ عَقلي ..
بَدَأتُ أرى صوَرَكِ تَتَقافزُ على الجدران ..
تارَةً تُرنِّمينَ لي مزاميرَكِ الجنائزيَّة .. تارَةً تَرقُصين لي رَقصَةَ الوِلادة .. وتارَةً تَموتين أَمامي وتَذبُلين ..
بَدَأتُ أرى صوَرَكِ تَتَقافزُ على الجدران ..
تارَةً تُرنِّمينَ لي مزاميرَكِ الجنائزيَّة .. تارَةً تَرقُصين لي رَقصَةَ الوِلادة .. وتارَةً تَموتين أَمامي وتَذبُلين ..
حقيقَتُكِ خياليَّةٌ؟ .. خيالُكِ حقيقيٌّ؟ ..
هَلوَسة؟ ..
هَلوَسة؟ ..
تُصيبُني تشنُّجاتٌ عَصَبيَّةٌ بين الحين والآخر .. نَوباتُ اشتِياقٍ .. فأبدأ بحفرِ الجدران لأَستخرِجَ روحَكِ منها ..
أنتِ يا مَن حفِظتي كلَّ كَلِماتي .. حتّى باتَت كِتابَكِ المُقدَّس وأَصبَحتي راهِبَةً لَها ..
إلى أن ارتَكَبتي خَطيئَةَ الانتحار .. عندما ذكَرَت إحدى الخاتِمات في كُتُبي ..
" حينَ تَنتهي من القِراءة .. إرمِ نفسكَ بالرَّصاص" ..
وفَعَلتي ..
إلى أن ارتَكَبتي خَطيئَةَ الانتحار .. عندما ذكَرَت إحدى الخاتِمات في كُتُبي ..
" حينَ تَنتهي من القِراءة .. إرمِ نفسكَ بالرَّصاص" ..
وفَعَلتي ..
أمّا الآن وقَد شارَفَت الحِكاية على الانتِهاء ..
يَزورُني صوتُكِ كلَّ ما تَباطأَت نبَضات قَلبي وانطَفَأَت عَيني، استعداداً لنَوم الجَّسد الأبَديّ، وتَحليق الرُّوح برِفقَة من رَحَلوا ..
يَزورُني صوتُكِ كلَّ ما تَباطأَت نبَضات قَلبي وانطَفَأَت عَيني، استعداداً لنَوم الجَّسد الأبَديّ، وتَحليق الرُّوح برِفقَة من رَحَلوا ..
يُوقِظُني ..
يُخبِرُني أنَّ الحُريَّةَ تَكمُنُ بداخِلي ..
يُطلِعُني على أسرارِ الحَياة التي لم يُتقِنُها البَشَر .. ولَم أفهمُها مِثلَكِ ..
يُخبِرُني أنَّ الحُريَّةَ تَكمُنُ بداخِلي ..
يُطلِعُني على أسرارِ الحَياة التي لم يُتقِنُها البَشَر .. ولَم أفهمُها مِثلَكِ ..
" حبيبي .. لا تُعاقِب الكُتب على ما فَعَلَت .. هي ليسَت بمُذنِبة .. فقَط أمعِن نظَرَكَ جيِّداً .. ستَذبُل الكلِمات وتَتَفَكَّك .. لتَحيا من جَديدٍ بتَرتيبٍ مُختَلِف .. فتَصنع لصَفحاتِكَ حياةً جديدةً ..
إسمَع كلماتي جيِّداً .. وغُص في عُمقِها .."
إسمَع كلماتي جيِّداً .. وغُص في عُمقِها .."
صَوتُكِ يُطاردُني كالمَوت .. يَتَنقَّل سَريعاً بين ثَنايا جَسَدي ..
لا أُبصِرُ شَيئاً سِوى الجُّدران المُتَعفِّنة .. وأَوراق الكُتُب التي تلاشَى عنها الحِبر ..
لا أُبصِرُ شَيئاً سِوى الجُّدران المُتَعفِّنة .. وأَوراق الكُتُب التي تلاشَى عنها الحِبر ..
ولكن ..
التّاريخ .. اليَوم .. لا يَهُم ..
التّاريخ .. اليَوم .. لا يَهُم ..
ماذا بعد ؟ ..
إلى أين ؟ ..
إلى أين ؟ ..
هذا السِّجنُ أَتلَفَ عَقلي ..
سِجنُ الذَّاكِرةِ المُوجِع ..
سِجنُ الذَّاكِرةِ المُوجِع ..
حبيبَتي ..
شارَفَ الوَقتُ المُؤلمُ على زِيارَتي ..
الوَقتُ الذي سأُصدِرُ فيهِ حُكمي .. وأَفرُشُ جَسَدي بأَوراقيَ الكَهلة .. وأُشعِلُها لنَحتَرِقَ سَوِيّاً .. ونَتَصاعَدَ إلى أَعالي الكَون .. ونتَراقَصَ على صَوتِ السَّماءِ وهي تَتلو الأَحرُفَ المُسافِرة ..
شارَفَ الوَقتُ المُؤلمُ على زِيارَتي ..
الوَقتُ الذي سأُصدِرُ فيهِ حُكمي .. وأَفرُشُ جَسَدي بأَوراقيَ الكَهلة .. وأُشعِلُها لنَحتَرِقَ سَوِيّاً .. ونَتَصاعَدَ إلى أَعالي الكَون .. ونتَراقَصَ على صَوتِ السَّماءِ وهي تَتلو الأَحرُفَ المُسافِرة ..
وسأَلقاكي ..
لنَخُطَّ مِن جَديدٍ كِتابَنا الأَوحَد ..
لنَخُطَّ مِن جَديدٍ كِتابَنا الأَوحَد ..
------
سعيد بن خليفة : كاتب تونسي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع