رحلة اللون الى سطح القمر
د. هالة الهذيلي
لم يكن السفر الى تطاوين للمشاركة في أيام الفنون التشكيلية والفوتوغرافية بالصمار التابع لجمعية فلاش كولور سوى نطفة في بحر البحوث الجمالية التي تكاشفها اعين وحدس كل المشاركين من داخل الوطن وخارجه. ولم يكن الهوس باللون وافاقه التشكيلية محددا، فلقد لبينا دعوة الجمال والابحار في سياقات التعبير المزدوج، لتتلحف مدينة تطاوين برغبة الاخر المبدع في إضافة اللون والشكل والابهار على بيئة ثرية بالتراث والاصالة. انطلقت الورشات الاولي يوم الجمعة الموافق لغرة نوفمبر بدار الثقافة بالصمار، وكانت مصاحبة بمعرض جماعي للصور الشمسية واللوحات التشكيلية، ومعرض لآلات التصوير الفوتوغرافية. تعددت الأوجه الفنية المشاركة في هذا المحفل الثقافي الإبداعي، واختلطت القامات والخبرات التقنية والجمالية لصناعة وجه مغاير من الفنون التشكيلية في عالم المتحولات الرقمية المتجددة، وحمّل الجدار بجملة من الرسومات المختلفة والمتقاربة في الطرح والعمل الجماعي ببناء حالة من الوعي اللوني. جمعتنا تطاوين والصمار في سياقات البحث والسؤال عن هوية التشكيل واللون، وكانت هجرة اللون الى سطح القمر رحلة افتراضية عينية في سهرة الاختتام، لتجتمع العروض القياسية وورشات التصوير الضوئية في ليل تكسوه النجوم وحكايات القمر ونحن نسكن على سطحه وكلنا شغف وغبطة باحتضان هالته.
وفي مقامات الثقافة المترحلة بين الانا والأخر، نصنع واقعا نابضا بروح المغامرة لبناء شكل فني ملائم للطبيعة وللمجتمع، ورغبة لمدّ جسور الابداعات البصرية في كل مناطق البلاد. ويعتبر الحقل الجمالي بتطاوين من بين الوجهات الخصبة بالإمكانات المتعددة والجينية لولادة نسيج الفنون المعاصرة والمحلية بصورة اشمل. ومن هذا المنبر نجدد لمسات المحبة للون ولتعميق المبادرات وتكثيفها وتدعيمها وترويجها بشكل يلامس المعاصر في ذاتية الفن والصورة ويجانب القمر في مساحاته واكتشافاته وامكاناته الصوفية في سطح القمر بالصمار، وتستمر الرحلة نحو اللون من الانا الباحث الى الاخر المتلقي، فلم افوت من فرصتي هذي الا ان اقرا تفاصيل سيدات القمر على سطح القمر ...
------
هالة الهذيلي: أستاذ مساعد بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع