ضحية البركان
في فوهة بركان تسكن حُمَمَةٌ من حممه الخامدة منذ قرون تختفي في باطن الأرض حتى لا يراها ذاك الهائم على سفح الجبل فيُلقي بنفسه لعلّه يُمسك بها... ماذا ترجو أيها الهائم من تلك الحُممة البعيدة؟ لو قفزت لتراها ستحترق، ولو صعدت هي إليك ستحترق..... سيلان هو لهيب القلب يخترق أعالي الجبال بهمسة، بكلمة، بنظرة من تلك الفوهة....لو خرجت الحُممة من هوّتها العميقة ستصهرك، ثم تتركك ذرات مُلتصقة بالصّخور...وأين تلك الصخور؟...لقد ذابت وتغيّر شكلها... هكذا أنت حين اقتربتَ من فوهة البركان وأغريتَ الحُممة بالخروج من مخدعها الأبديّ...ها أنت بقايا صخرة، ها أنت فتات إنسان...لن تعود إلى هضبتك البعيدة ولن يدوم ويل العشق الذي سبحتَ فيه، فالمطر أطفأ كلّ شيء، خمدت النار...ومات ذاك اللّهيب... حاولتُ أن أجمعكَ رمادا أحتفظُ به في زجاجة كما روت بعض الأساطير القديمة لتبقى خالدا في غرفتي المظلمة...لكنّ رمادكَ اندثر في سيول الأمطار نحو بحر النّسيان فَكَتَبْتُكَ قصّة عنوانها ضحيّة البركان.
______
ليلى كافي/ تونس
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع