هذا الذي أملى علي و لم يزل...
طفل سليل الحزن ليس بشاعر
الحُزْنُ أفْصَحُ أَنْ يُقالَ..
فلنْ تريْ
إلا بقايا دمعةٍ
في صَوْتِهِ
لا تمْسَحِيهَا..
تِلْكَ بذرةُ شاعرٍ
تنمُو عَلَى خَدَّيْكِ
ساعَةَ موْتِهِ
هو لم يمت
لكن شفاهك أوغلت
مسمومة اللثمات إذ قبّلته
شقّي قميصي
عن خفايا جثّتي
و تفحّصي جسدا
نما في موتِه
ليست وشومًا يا حبيبة
إنّما وردٌ نما في الجلد
حين خدشتِهِ
و فقأت عيني حين أنهت دمعها
ما نفع قنديل خلا من زيته
و القلب صار مدينة مهجورة
سكنت به الأشباح منذ تركته
و بقية الجسد استحال كدمية
اذ كلما ركّبته فكّكته
أوهمتني ان الغياب ممرّنا الأبديّ
أمشي حيث تاه الأولون
و لم يعودوا
ليس لي وقت لأرسم من جماجمهم ملامح إخوتي
فتبعت حين تعبت خطو الحدس و الدمع القديم
ما دلّني إلا على قبر يبلله الحنين
نبشته
و دفنت فيه الطفل دون جنازة
أنا لم أمت
أنا من تأخر ساعة عن موته
كي يدفن الطفل الذي أملى عليّ و لم يزل..
-------
متابعة سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع