الوهم الجميل
مراهق وفيض من احاسيسه المتداخلة يحمله على كفه ويدور به بين الوجوه ..
على اهبة .. وهذه الاحاسيس تتراقص يكتظ بها القلب وتعبر الى الترجمة في واقع اجتماعه وتواصله .. فينشأ الامتعاض من حركة او لفتة او كلمة .. ويسخن الراس وهو يستعدي او يثور او يعنف ..
ولكن ايضا تنشأ في القلب اعراس من البهجة وتستحيل مساحة السماء زهرة وردية كبيرة .. ويتحول العندليب الى صديق روحي حميم .. فيغني له : " اول مرة تحب يا قلبي .."
ومرة واحدة علقت نظرته الباحثة بلهفة عن مشجب يحمل تحاملها وتهافتها .. بامراة ناضجة العمر والتجربة والثقافة ..
امراة كاملة الاستواء والنضج تتدرج في آخر خطوات الشباب الفتيّ .. كانت لتكون في مرتبة المعلمة او الوصية ..
معتدلة القامة بشعر منكوش جميل الترتيب في تناقض غريب بين كل خصلة على حدة وبين المظهر العام المنسجم مع وجه مدوّر سهل الملامح بلا جمال واضح الا ما استبطنه عقل الفتى من صورة دارت في راسه عن رقيها وارستقراطيتها في ذلك الوسط المعفّر بالبدائية والفجاجة ..
كنزتها الجلدية السوداء المفتوحة على صدرها والمنغلقة في اسفلها تلهب في ذهن الفتى صورة عن عارضات الازياء الفاتنات او راقصات " كاراكلاّ" ..
والبنطلون الابيض الفضفاض يرحل بعقله الى خيال الشعراء وهم يتحلقون بموائد القمر الجميلة ..
احب هذه المراة فكرة توالدت من رواية السكرية وهو يتابع حلقاتها الدرامية على التلفاز وبطلها كمال فتى غضّ الاهاب يغرق في حب عذري لبنت " الذوات " المرفهة طرية الاعطاف رقيقة البنان بوجهها الذي ضاءت بشرته من اثر النعمة ..
علق بها وظل يقفو خطوها حتى عرف انها موظفة في احدى المصالح الادارية ..
حفظ جدول رواحها وغدوها من والى شغلها ..
كان يقف لها في الطريق .. تتعلق بها عيناه حتى تغيب عن ناظريه .. حين تمر لم يكن يعبأ بشيء اخر ولو اهتزت الارض تحت قدميه ..
مرت به الايام تتالى لهفة تنبت كالغصن المورق في نفسه .. حتى انتبهت السيدة الى حضوره المتكرر في طريقها ..
فغدت كلما مرت به نفحته نظرة توقف في قلبه الزمن فيقتات منها مداما يسكره ويعزله عن كل معالجة حسية رتيبة في واقعه المأزوم ..
تطور بالسيدة الامر حتى ابتسمت له ابتسامة رفق وحنو ثم سلمت عليه ذلك اليوم ومضت ..
عندما نام ليلته انفتحت له السماء عن قمر باسم يدعوه لزفة فرح .. اقام له القمر مدرجا صعده صحبة حبيبته ..
افاق الصبح محبورا واجتهد وهو يسوي من شعره ويتخير من ملابسه افضلها ويرش عطرا رخيصا عليه وترنيمة العندليب لا تغادر شفتيه :" اول مرة تحب يا قلبي .."
ثم انتظر على ناصية الدرب يتشوف لاطلالتها السنية ..
على البعد بدت وقد رافقها شاب في عمره يضاحكها ويمازحها .. للحظة فاجأته غيرة كاسحة وكأنّ نارا لفحت فؤاده .. ولكنه تماسك ..
عندما دنت منه سلمت عليه بابتسامة حانية ثم قالت :
• ما رايك لو تأتي معنا .. هذا ولدي سيشاركك العاب الفيديو .. تتعارفان وتمرحان معا .. هو غريب عن هذه الديار ويشكو قلة الصحب والألّاف واني توسمت فيك خيرا ...انا اعمل موظفة وابوه " كوميسارا" فلا يكاد يظفر باحدنا الا لماما ..
هل انت موافق .... تعال ولن تندم ..
غطس قلبه في بطنه ثم استشعر الما مفاجئا فيها ... استأذن منهما ومضى سريعا دون ان يلتفت وراءه او يهتم لنداء الشاب المحفّز على التعارف ..
وخزة اولى وخطوة اخرى نحو المنتهى ، جعلته يوقن ان قلبه سيكون مرمى لسهام طائشة ، وفي لحظة سكون أليمة ، غنّى له العندليب : " حبيبتي انا من تكون .."
_ _ _
الازهر عبيدي
متابعة / سهام بن حمودة
مراهق وفيض من احاسيسه المتداخلة يحمله على كفه ويدور به بين الوجوه ..
على اهبة .. وهذه الاحاسيس تتراقص يكتظ بها القلب وتعبر الى الترجمة في واقع اجتماعه وتواصله .. فينشأ الامتعاض من حركة او لفتة او كلمة .. ويسخن الراس وهو يستعدي او يثور او يعنف ..
ولكن ايضا تنشأ في القلب اعراس من البهجة وتستحيل مساحة السماء زهرة وردية كبيرة .. ويتحول العندليب الى صديق روحي حميم .. فيغني له : " اول مرة تحب يا قلبي .."
ومرة واحدة علقت نظرته الباحثة بلهفة عن مشجب يحمل تحاملها وتهافتها .. بامراة ناضجة العمر والتجربة والثقافة ..
امراة كاملة الاستواء والنضج تتدرج في آخر خطوات الشباب الفتيّ .. كانت لتكون في مرتبة المعلمة او الوصية ..
معتدلة القامة بشعر منكوش جميل الترتيب في تناقض غريب بين كل خصلة على حدة وبين المظهر العام المنسجم مع وجه مدوّر سهل الملامح بلا جمال واضح الا ما استبطنه عقل الفتى من صورة دارت في راسه عن رقيها وارستقراطيتها في ذلك الوسط المعفّر بالبدائية والفجاجة ..
كنزتها الجلدية السوداء المفتوحة على صدرها والمنغلقة في اسفلها تلهب في ذهن الفتى صورة عن عارضات الازياء الفاتنات او راقصات " كاراكلاّ" ..
والبنطلون الابيض الفضفاض يرحل بعقله الى خيال الشعراء وهم يتحلقون بموائد القمر الجميلة ..
احب هذه المراة فكرة توالدت من رواية السكرية وهو يتابع حلقاتها الدرامية على التلفاز وبطلها كمال فتى غضّ الاهاب يغرق في حب عذري لبنت " الذوات " المرفهة طرية الاعطاف رقيقة البنان بوجهها الذي ضاءت بشرته من اثر النعمة ..
علق بها وظل يقفو خطوها حتى عرف انها موظفة في احدى المصالح الادارية ..
حفظ جدول رواحها وغدوها من والى شغلها ..
كان يقف لها في الطريق .. تتعلق بها عيناه حتى تغيب عن ناظريه .. حين تمر لم يكن يعبأ بشيء اخر ولو اهتزت الارض تحت قدميه ..
مرت به الايام تتالى لهفة تنبت كالغصن المورق في نفسه .. حتى انتبهت السيدة الى حضوره المتكرر في طريقها ..
فغدت كلما مرت به نفحته نظرة توقف في قلبه الزمن فيقتات منها مداما يسكره ويعزله عن كل معالجة حسية رتيبة في واقعه المأزوم ..
تطور بالسيدة الامر حتى ابتسمت له ابتسامة رفق وحنو ثم سلمت عليه ذلك اليوم ومضت ..
عندما نام ليلته انفتحت له السماء عن قمر باسم يدعوه لزفة فرح .. اقام له القمر مدرجا صعده صحبة حبيبته ..
افاق الصبح محبورا واجتهد وهو يسوي من شعره ويتخير من ملابسه افضلها ويرش عطرا رخيصا عليه وترنيمة العندليب لا تغادر شفتيه :" اول مرة تحب يا قلبي .."
ثم انتظر على ناصية الدرب يتشوف لاطلالتها السنية ..
على البعد بدت وقد رافقها شاب في عمره يضاحكها ويمازحها .. للحظة فاجأته غيرة كاسحة وكأنّ نارا لفحت فؤاده .. ولكنه تماسك ..
عندما دنت منه سلمت عليه بابتسامة حانية ثم قالت :
• ما رايك لو تأتي معنا .. هذا ولدي سيشاركك العاب الفيديو .. تتعارفان وتمرحان معا .. هو غريب عن هذه الديار ويشكو قلة الصحب والألّاف واني توسمت فيك خيرا ...انا اعمل موظفة وابوه " كوميسارا" فلا يكاد يظفر باحدنا الا لماما ..
هل انت موافق .... تعال ولن تندم ..
غطس قلبه في بطنه ثم استشعر الما مفاجئا فيها ... استأذن منهما ومضى سريعا دون ان يلتفت وراءه او يهتم لنداء الشاب المحفّز على التعارف ..
وخزة اولى وخطوة اخرى نحو المنتهى ، جعلته يوقن ان قلبه سيكون مرمى لسهام طائشة ، وفي لحظة سكون أليمة ، غنّى له العندليب : " حبيبتي انا من تكون .."
_ _ _
الازهر عبيدي
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع