ماذا أهديتني...؟
حلم فسيح... يرفرف
يزاحم الفكر...
يرسم في البال جنات عدن
حدائق غرناطة ...
أراني في شارع الرشيد ببغداد
أسير والتاريخ يرافقني
ضجيج الحرف يؤانسني
ويدك على كتفي تحرس أنفاسي
نطير كفراش الربيع... نسافر
نحلق كسرب يمام ...
نقطف ياسمينا دمشقيا
تلبسني منه عقدا فريدا...
تزهر في القلب ورود العشق
تتفتح تحت لهيب العيون
تزداد عبقا عند العناق الطويل
وفي كل همسة تتعتق كالأمنيات...
أوليس العشق أنقى الخمور
يسكر كل العاشقين سواء...
يصير الليل شريكا ...
وكل العيوب تصير عند الظلام جميلة
أتذكر حين رقصنا طويلا
رقصة " زوربا " الجريح ؟
أتذكر حين تواعدنا
نلتقي يوما عند أرسطو
نروي له حكاية جنون كبير
نصمت حين يشاء الكلام
أتذكر حين تواعدنا صمتا
و جاء الكلام الوفير عند اللقاء...
أتذكر يوم حصار القبيلة...
يوم فررنا نلاحق نجم الثريا
يوم توسلنا لأنوار المدينة
أن اخفتي أرجوك قليلا
لنجتاز عيون الوشاة الكثيرة
وحين تمادينا في العشق
أهديتني سوطا... وبعض الذخيرة
غبت عني وسط الزحام
يدك تلوح لي بألف سلام
ويدي شلت عند الهزيمة
بت لطيفك المرسوم في أراقب...
تناولت سوطك بعد الرحيل
صرت أجلد نفسي...
ففي كل يوم أراك تسافر
تسير في الدرب الطويل ... الطويل
و أنت تلوح دوما
وداعا إني راحل...
أزيد في جلد نفسي
كيف تركتك تسافر وحدك في سلام ؟.. .
-----
كحلاء رحال
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع