ويحدث أن يجتمع القوم لقراءتك في الخفاء، فيفضحهم كثرة الدّخول و الخروج لأنّ جهلهم بكلّ ما هو رقمي لا يخفى على أحد. و يذهب في اعتقاد بعضهم أنّه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن نعرف ما يصنعون. تبّا كم سئمت ذوي العقول البسيطة . و لبساطتها أسباب منطقية طبعا. فهم لا يجيدون إلا الحديث من خلف ستار. لا تستطيع نفسهم الأمّارة بالسّوء فهم ما يدور حولها إلا بمترجم. و يحدث أيضا أن يقيّموك و يضعونك في خانة معيّنة. و هم لا يعلمون أنّك كالماء انسيابي لا يمكن مسكه. فليس أكثر سخريّة من أن تراهم يجهدون النفس و الفكر بحثا عن سراب المفاهيم و تبويب شخصيّتك في معلّب. و من المضحكات المبكيات دائما ما يذهب إلى ذهنهم أنهم أشدّ يقينا من غيرهم في معرفة خبايا النّفوس. لقد ملّت الحروف من وصفهم و تعبت المفردات في معرفة ملّتهم. وأعلن النصّ استسلامه لجيش الجهل لديهم. فما عاد شيء يقوى على ردعهم و هم في غيّهم يعمهون. و عزيمة الشّر لديهم لا تني و لا تنام.
-------
صلاح الدّين زدّيني
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع