وأسأل عنك ...رغم المسافات والنأي...رغم الشفق وبهتة الحنين...وأسأل عنك رغم التّجافي والعتمة ...رغم سكون الحرف وذبول زهر الكلام....رغم الحجّة والعناد ...وأسأل عنك لأني لم أكن أحلم بأكثر من وردة ..بأكثر من أهزوجة لقاء تدندن بدمي ...بأكثر من غيمة تسير وئيدة تبتغي هطلا....وأسأل عنك حين أشتاق أبي وينخرني وجع كبدي والشوق ...
معلقة انا على حافة قهوة الصباح الدافئة..وعلى نمنمات اسمك المنقوع في ذاكرتي...كم أشتهي أن اقفز إلى قلبك طفلة بجنون مفضوح تراقص أطراف أصابعك وتدسّ وجنتيها براحتيك فتسافر كما الخيال ....
تمدّ يدها فتقطف حبات الشمس ....أنت لا تعرف معنى أن تحبك طفلة...تشرق بالبسمات وتعانق ظلك وتنتظرك عمرا كاملا ...تخاتلك فتنام بين الألوان وتنتشي حين يصعب عليك تشكيلها على بياض الورق ...تحاول رسم الشمس فتشرق هي بقلبك...تسابق بك الريح فتصقل فيها الجنون
معلقة انا على حافّة البدايات الأولى وأواسط هروبك فأغترب ملء المكان ...دعني أخبرك أن الدنيا اليوم أمطرت لكنك تركت مهرتك وحيدة تتشرّب أنفاس الضباب دونك ...وأن بواكير الصباحات شاحبة كيتيم حديث الحزن ...
وأسأل عنك وأنت زيدي من الحياة والضوء فأرحل دون وداع وأنا اعتنق عون الله على أن ألتقيك ذات وهم ....فقدر الحب الكبير الخسارات الأكبر....
------
هاجر عوري
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع