شهرزاد : الليلة الثانية بعد الألف
و استفاقَ الليل مذعورا ترامى
بين أنسام المرَايا و الحرير
و بَخُور الشَّرْقِ كَأسٌ من عبير
اعْتَلَى خيلًا من الذّكرى و نهرًا من مَنَايا
مستميلًا هَمْسَهَا المَسْكُوبَ من قَطْرِ النَّدَى
خبّريني أنت يا غيداء عن سرّ الهوى
عن خُطَى المجْهُولِ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا
عن رحيق الموج
عن سرّ الصبايا
عن كلامٍ
قد سقيناه حكايات النّوى
♠♠♠♠♠
كان يَدنو
مثل أوجاعٍ تهاوت فاستقرّت
في دهاليز السؤال
هزه الشّوق إليها
فاستمدَّت من ربيعٍ
قد تولّى
خفقةً قد صار يضنيها الوَجَلْ
ثمّ قالت في يقينٍ
أنت يا مولاي عنوَانُ الليالي
و تَرَانِيمُ الخيالْ
هو ذا فجرٌ تعرّى
مُخْبِرًا صَحْوَ الجُفُونْ
ليت قلبي
لا يُبالي
بالأسى عند الجراح
و انْكِسَارَاتِ الظُّنُونْ
لَسْتُ يا مولاي تُفَّاحًا تدَلّى في جنانٍ بابلية
لَسْتُ نَهْدًا قد أَعَارَ الفَجْرَ مِيعَادَ الصباح
لَسْتُ قُرْبَانَ المَطَايَا و الأصِيلْ
أو رُضَابًا فَرَّ من غِمْدِ الصَّهِيلْ
ذا رحيقي
دِفْءُ خِصْرِي
نورُ خدِّي
و الأماني زَفَرَاتْ
رِعْشَةٌ بَاتَتْ تُعَانِي من هَدِيرِ الصَّمْتِ آلَامِ الرَّحِيلْ
أيها الساقي سُهَادِي
سِندِبادِي رَاحَ ، قد ضَلَّ الطَّرِيقْ
و سُلافُ الشَّوْقِ ما عَادَتْ تنادي
قد جَفَاهَا الكَأْسُ و الدَّمْعُ حَرِيقْ
أيها المنقُوشُ في وَطْءِ الشَّهِيقْ
إن قلبِي طِفلةٌ تختالُ ما بين الزُّهُورْ
و نَسِيمِي رَشْفَةُ المُشْتَاقِ لِلَّحْنِ البَعِيدْ
ذي خطوطِي
بَصْمَةٌ في الأُفْقِ مُذْ كان النَّدَى
و حروفي الزاهياتُ مثل قنديل يعرِّي ظلمة الشك اليباب
هب لنا ذا اليوم ميلادا جديدا
كن رفيقًا
يحتسي خمر الحكايةِ
كن حبيبا ينسج للروح ميعاد البقاءْ
كن أنا أنت ملاذ العاشقينْ
* علي مسعود من مجموعتي الشعرية : زمن الصمت زمن الأحلام
--------
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع