الغابة وراء التلّة .. مزيج من الروائح يشق طريقه ما بين تشابك الغصون وتحاضنها وينفذ الى الانوف ..
الشجر كعرائس الخشب القديمة .. ملفوفة الرؤوس بتيجان من الزهر او الثمر او الطير ..
الاصوات اوركسترا متداخلة من الترانيم المبهمة و اصوات العنادل وما شاكلها من ذوات الصوت الجميل ..
الالوان كصور من الرؤى العجيبة .. لا شيء يجمعها ولكنها لا تتنافر ..
اغراء غامض يحرّك فيّ شهوة الرحلة .. وفضول كسر خوفي وارتيابي ..
خطوت خطواتي الاولى وزادي على كتفي : بعض التعاويذ من زمن النبوءات .. وصرة خبز صنعته امي .. ومُدية من اشياء ابي الاثيرة ..
على مرمى البصر كانت تظهر اضواء متراقصة لم ينجح النهار في اخفاءها .. فظلال الشجر الوارف عتّمت المكان بما يسمح لظهور الضوء ...
هالني الامر وظللت اتتبع مصدره بقلب واجف وانتظار مترقّب ...
تاه بي الدرب .. والضوء المتراقص يفر من امامي ويبتعد كالسراب كلما ظننت انني انتهيت اليه ...
لما انتبهت الى توغلي العميق في الدّغل .. رايت ذلك الضوء يقترب حتى غمرني .. ثم تبدّى فجأة وانقشع عن صورة امراة كالرمح لا شيء يوحي بانها بشر ولكن لا شيء من ملامحها يختلف عن ملامح البشر ..
يا للغرابة .. على جيدها تعلقت اجزاء من وجوه ادمية : عيون وانوف وافواه واذان .. بدا ان هذه الاجزاء تشترك في جاذبيتها القوية وفي تمام خلقتها ..
تراجعت الى الخلف ... فابتسمت مهدّئة من روعي .. ثم دعتني للجلوس ..
اخبرتني انها نبتت هنا وانها لم تدر لها نسبا .. وان غرابة منشأها حيرت عقلها فطفقت تبحث عن اجوبة لم تستطع ان تجدها ..
قالت :
كنت ارسل مع الزهر عطرا انفثه فيحمله الريح ولا تلتقطه الا انوف مخصوصة اشترك اصحابها في باءتهم القوية وتساؤلهم الذي يتوالد من كل جواب ..
طلبتُ ان اوقد لي من باءتهم ناري المندلعة وان اقف علي محتدي المجهول ...
حبهم للسؤال قوّى عندي اليقين بان الحقيقة لا ترتاح الا في ظل الاسئلة ..
لذلك نصبت شراكي لك حتى اكتفي منك .. فان لم اكتف اخترت اجمل جزء منك ازين به جيدي واضيف لايامي معنى اخر يجدد استمراري في الحياة ...
قفزت من مكاني فزعا .. ولم يمنعني فزعي ان اخمن اي جزء عندي افضل يستحق جيدها ..
فما وجدت .. كان وجهي كقطعة نقدية من زمن الرشيد .. دُقّت ببدائية رغم ان على وجهها كتبت عبارة : لا غالب الا الله ..
فهل تهتم امراة النار هذه بالمكتوب ام بحامل المكتوب .. رجحت حبها للاثنين لولا ان الرغبة اقوى من المعنى ..
لم انتظر اختبارها .. نثرت بيني وبينها تعويذة الغشاوة حتى امرق من بين يديها ...
وضعت خبز امي في فمي كمن يتقي بترياق من السم ... ومسكت مقبض المدية ...
ثم فررت ووجهي لها ينظر ما ظهر على ملامحها من غرابة اختفائي ,,,
..
عدوت طويلا في الغابة حتى لفظتني على بساط من الرمال البيضاء .. وقد اتسع الافق وانكشفت السماء جميلة القبة واسعة القطر .. وظهر البحر متسعا اخر للنظر بهيجا وحالما.. ووجدت على مساحة الرمل اللينة اثار لحياة .. وقفت وملات صدري من الهواء فلم اجد تلك الروائح الغريبة ثم حركت راسي كمن ينفض عنه اثار لوثة حرفت عقله عن تمثل الاشياء كما تبدو عادة .. وضحكت في سري على غرابة ما لاقيت دون ان اجزم ان كانت وهما او حقيقة ...
الشجر كعرائس الخشب القديمة .. ملفوفة الرؤوس بتيجان من الزهر او الثمر او الطير ..
الاصوات اوركسترا متداخلة من الترانيم المبهمة و اصوات العنادل وما شاكلها من ذوات الصوت الجميل ..
الالوان كصور من الرؤى العجيبة .. لا شيء يجمعها ولكنها لا تتنافر ..
اغراء غامض يحرّك فيّ شهوة الرحلة .. وفضول كسر خوفي وارتيابي ..
خطوت خطواتي الاولى وزادي على كتفي : بعض التعاويذ من زمن النبوءات .. وصرة خبز صنعته امي .. ومُدية من اشياء ابي الاثيرة ..
على مرمى البصر كانت تظهر اضواء متراقصة لم ينجح النهار في اخفاءها .. فظلال الشجر الوارف عتّمت المكان بما يسمح لظهور الضوء ...
هالني الامر وظللت اتتبع مصدره بقلب واجف وانتظار مترقّب ...
تاه بي الدرب .. والضوء المتراقص يفر من امامي ويبتعد كالسراب كلما ظننت انني انتهيت اليه ...
لما انتبهت الى توغلي العميق في الدّغل .. رايت ذلك الضوء يقترب حتى غمرني .. ثم تبدّى فجأة وانقشع عن صورة امراة كالرمح لا شيء يوحي بانها بشر ولكن لا شيء من ملامحها يختلف عن ملامح البشر ..
يا للغرابة .. على جيدها تعلقت اجزاء من وجوه ادمية : عيون وانوف وافواه واذان .. بدا ان هذه الاجزاء تشترك في جاذبيتها القوية وفي تمام خلقتها ..
تراجعت الى الخلف ... فابتسمت مهدّئة من روعي .. ثم دعتني للجلوس ..
اخبرتني انها نبتت هنا وانها لم تدر لها نسبا .. وان غرابة منشأها حيرت عقلها فطفقت تبحث عن اجوبة لم تستطع ان تجدها ..
قالت :
كنت ارسل مع الزهر عطرا انفثه فيحمله الريح ولا تلتقطه الا انوف مخصوصة اشترك اصحابها في باءتهم القوية وتساؤلهم الذي يتوالد من كل جواب ..
طلبتُ ان اوقد لي من باءتهم ناري المندلعة وان اقف علي محتدي المجهول ...
حبهم للسؤال قوّى عندي اليقين بان الحقيقة لا ترتاح الا في ظل الاسئلة ..
لذلك نصبت شراكي لك حتى اكتفي منك .. فان لم اكتف اخترت اجمل جزء منك ازين به جيدي واضيف لايامي معنى اخر يجدد استمراري في الحياة ...
قفزت من مكاني فزعا .. ولم يمنعني فزعي ان اخمن اي جزء عندي افضل يستحق جيدها ..
فما وجدت .. كان وجهي كقطعة نقدية من زمن الرشيد .. دُقّت ببدائية رغم ان على وجهها كتبت عبارة : لا غالب الا الله ..
فهل تهتم امراة النار هذه بالمكتوب ام بحامل المكتوب .. رجحت حبها للاثنين لولا ان الرغبة اقوى من المعنى ..
لم انتظر اختبارها .. نثرت بيني وبينها تعويذة الغشاوة حتى امرق من بين يديها ...
وضعت خبز امي في فمي كمن يتقي بترياق من السم ... ومسكت مقبض المدية ...
ثم فررت ووجهي لها ينظر ما ظهر على ملامحها من غرابة اختفائي ,,,
..
عدوت طويلا في الغابة حتى لفظتني على بساط من الرمال البيضاء .. وقد اتسع الافق وانكشفت السماء جميلة القبة واسعة القطر .. وظهر البحر متسعا اخر للنظر بهيجا وحالما.. ووجدت على مساحة الرمل اللينة اثار لحياة .. وقفت وملات صدري من الهواء فلم اجد تلك الروائح الغريبة ثم حركت راسي كمن ينفض عنه اثار لوثة حرفت عقله عن تمثل الاشياء كما تبدو عادة .. وضحكت في سري على غرابة ما لاقيت دون ان اجزم ان كانت وهما او حقيقة ...
-----
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع