أصبحت تشاركهم إفطار الصباح متى تواجدوا في البيت، تسألهم عن بعض الأصدقاء الذين كانوا ياتون إليهم، تقترح ان يتناولوا الغداء خارج البيت... تجاهلت نظرات الاستغراب في عيون ابنتها، فهي من فترة كانت منعزلة عنهم، طلبت من ابنتها ان تصحبها معها في إحدى الرحلات التي يقوم بها شباب مختلط إلى بعض الولايات، رفضت في البداية لكن تحت إلحاحها وافقت على أن لا تتدخل في تصرفاتها او تنتقد ما يجري، وعدتها مكرهة....
وكانت اول مره تستقل الحافلة مع رهط من الشباب بدوا لها غريبي الأطوار من لباس وسلوك لكنها التزمت الصمت وقررت ان تعيش احد أيام ابنتها الذي كانت تجهله... كان كل شيء مباح، التدخين، الرقص، الانحلال، لم تنكر ان هناك من كانوا أقل تهورا، لكن ابنتها كانت تميل إلى من اسمتهم بالمتهورين، كانت غريبة عنها هل هذه الابنة التي ربتها، هل هذه الابنة الصامتة دوما في البيت تتقن جميع انواع الرقص، تدخن بشراهة، وتتمايل في أحضان الشباب كغانية...
لم تبد اي ملاحظة بل اوهمت ابنتها انها استمتعت بيومها، لكنها في قرارة نفسها عزمت ان تنتشل ابنتها من مصير مجهول العواقب....
سارعت إلى الطبيب تخبره بأمر ابنتها، تستشيره في مصيبتها، طلب منها التعقل في معالجة الأمر، فاغلب الشباب لهم فترات تهور، لكنها لم تصبر، ولأول مرة فكرت ان زوجها هو المسؤول الأول عن حمايتها وحماية أبنائها، اتصلت به واخبرته بكل ما وصلت اليه، وبخها كالعادة، وحملها المسؤولية لكن أمام غضبها الصارخ وعدها باخذ اجازة لمتابعتهم....
صرخت يا الله لم ضياع الأبناء تهمة تضاف إلى رصيد الام من خيبات وتقصير،أي عدل هذا.......
للقصة بقية
ج(15)
----
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع