وادعا سامي عبد الحميد ، وداعا أيها القيصر
أحمد هاتف
رحل سامي عبد الحميد.. المعلم الذي وضع أصابعه على طين حياتي اللين.. اتذكره هناك يضحك في شاشة باللونين الأسود والأبيض في نهاية السبعينات ربما أو مقتبل الثمانينات.. كنت ولدا يعشق الأصوات.. وكانت أصوات بدري حسون فريد وسامي عبد الحميد وطعمه التميمي.. تسرقني من سكوني الطفل.. كان سامي عبد الحميد الأقرب إلى قلبي.. فقط لفوضوية ما تسكن مشيته وصوته وملامحه.. فيما يعتلي صوت بدري حسون فريد أناقة لاتضاهيها آلة موسيقية.. هو أجمل صوت يمر على مسامعك طوال عمرك.. يعقبه سامي عبد الحميد وطعمة التميمي..
كان سامي هناك شابا أو متوسط العمر يقدم مع بدري أعمالا من المسرح العالمي.. وضعتنا قاب عشق المسرح أو أدنى... يوم جئت بغداد كنت اجول المسارح واتربص بعروضها بحثا عن هؤلاء الاكابر.. وكان العم طعمة التميمي هو الأقرب بحكم عملي معه... فيما بعد تعرفت على العميد سامي عبد الحميد... كنت انتهز اية فرصة لاستقدمه إلى الإذاعة واستمتع بصوته وحديثة وضحكته واناقته ووعيه... أما ذاك المزهو دائما بدري حسون فريد فقد جمعتني به لقاءات قليلة.. وبعض الأعمال التي كانت تستدعي جهدا كبيرا لنيل موافقته.. فيما بدأ الاتصال بالعميد سامي عبد الحميد مؤثرا حتى في حالة الرفض.. كان يداهمك بضحكته واعتذاره اللطيف.. مما يدفعك إلى التفكير في صياغة مناخ عمل يتلائم وظرف الأستاذ....
في بداية التسعينات انتميت إلى أكاديمية الفنون الجميلة بعد انتهاء خدمتي العسكرية.. وعدت مرة أخرى طالبا... أتذكر الأستاذ سامي عبد الحميد حين دخل ورآني قال.. ماذا تفعل هنا... قلت اكمل دراستي.. قال :
انت استاذ لاتحتاج.. اخرج ولاتضع وقتك في محاضرتي
لكني لم أستطع مغادرة المحاضرة بقيت استمتع بما يقوله الأستاذ.. واتعلم مافاتني منه... لكنه كان يصر على مغادرتي في محاضراته.. فأنا من وجهة نظره لا احتاجها.. وكنت أحرج وأخرج... بعد شهرين جلسنا معا.. وسألته " لماذا يحرمني من محاضرته"... قال " انت مبدع ولايجوز أن تبقى الأمر فقط يتعلق بي شخصيا أخجل من وجود امثالك في محاضرتي".....
نظرت إليه مندهشا من إجابته... كيف لهذا العظيم ان يتواضع لهذا الحد.. ويتحدث معي بكل هذا التقدير..
ضحكت وقلت له... انا نقطة في بحرك معلمنا..... وقررت البقاء في محاضراته... رغم أن المعلم الكبير جعفر علي فعل ذلك معي أيضا.. والأستاذ الدكتور عبد المنعم خطاوي فعلها ومعظم الأساتذة كانوا يصرون على مغادرتي اكراما لاسمي...
كنت دائما اتمنى ان يعمل سامي عبد الحميد في أعمالي.. وكان سوء الحظ دائما يضعه في ظرف لايسمح له بذلك... حتى أنه أقر بذلك مرات عدة ووعدني بأنه سيكون معي... غير أن شغفه بالمسرح وهوسه بالتجريب وتجديد أدواته كان يضعه بعيدا عن التلفزيون....
سامي عبد الحميد ينتمي إلى جيل ذهبي جيل الآباء بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى " جعفر علي / إبراهيم جلال / جعفر السعدي / بدري حسون فريد / فاضل خليل وسامي عبد الحميد... هذا الجيل الذي وضع قواعد الأداء والتجريب والمهنية... وبرحيلهم نأمل أن يتقلد تلامذتهم هذا الوسام...
سامي عبد الحميد الأب والمعلم والعلامة الفارقة... وداعا ...
كان سامي هناك شابا أو متوسط العمر يقدم مع بدري أعمالا من المسرح العالمي.. وضعتنا قاب عشق المسرح أو أدنى... يوم جئت بغداد كنت اجول المسارح واتربص بعروضها بحثا عن هؤلاء الاكابر.. وكان العم طعمة التميمي هو الأقرب بحكم عملي معه... فيما بعد تعرفت على العميد سامي عبد الحميد... كنت انتهز اية فرصة لاستقدمه إلى الإذاعة واستمتع بصوته وحديثة وضحكته واناقته ووعيه... أما ذاك المزهو دائما بدري حسون فريد فقد جمعتني به لقاءات قليلة.. وبعض الأعمال التي كانت تستدعي جهدا كبيرا لنيل موافقته.. فيما بدأ الاتصال بالعميد سامي عبد الحميد مؤثرا حتى في حالة الرفض.. كان يداهمك بضحكته واعتذاره اللطيف.. مما يدفعك إلى التفكير في صياغة مناخ عمل يتلائم وظرف الأستاذ....
في بداية التسعينات انتميت إلى أكاديمية الفنون الجميلة بعد انتهاء خدمتي العسكرية.. وعدت مرة أخرى طالبا... أتذكر الأستاذ سامي عبد الحميد حين دخل ورآني قال.. ماذا تفعل هنا... قلت اكمل دراستي.. قال :
انت استاذ لاتحتاج.. اخرج ولاتضع وقتك في محاضرتي
لكني لم أستطع مغادرة المحاضرة بقيت استمتع بما يقوله الأستاذ.. واتعلم مافاتني منه... لكنه كان يصر على مغادرتي في محاضراته.. فأنا من وجهة نظره لا احتاجها.. وكنت أحرج وأخرج... بعد شهرين جلسنا معا.. وسألته " لماذا يحرمني من محاضرته"... قال " انت مبدع ولايجوز أن تبقى الأمر فقط يتعلق بي شخصيا أخجل من وجود امثالك في محاضرتي".....
نظرت إليه مندهشا من إجابته... كيف لهذا العظيم ان يتواضع لهذا الحد.. ويتحدث معي بكل هذا التقدير..
ضحكت وقلت له... انا نقطة في بحرك معلمنا..... وقررت البقاء في محاضراته... رغم أن المعلم الكبير جعفر علي فعل ذلك معي أيضا.. والأستاذ الدكتور عبد المنعم خطاوي فعلها ومعظم الأساتذة كانوا يصرون على مغادرتي اكراما لاسمي...
كنت دائما اتمنى ان يعمل سامي عبد الحميد في أعمالي.. وكان سوء الحظ دائما يضعه في ظرف لايسمح له بذلك... حتى أنه أقر بذلك مرات عدة ووعدني بأنه سيكون معي... غير أن شغفه بالمسرح وهوسه بالتجريب وتجديد أدواته كان يضعه بعيدا عن التلفزيون....
سامي عبد الحميد ينتمي إلى جيل ذهبي جيل الآباء بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى " جعفر علي / إبراهيم جلال / جعفر السعدي / بدري حسون فريد / فاضل خليل وسامي عبد الحميد... هذا الجيل الذي وضع قواعد الأداء والتجريب والمهنية... وبرحيلهم نأمل أن يتقلد تلامذتهم هذا الوسام...
سامي عبد الحميد الأب والمعلم والعلامة الفارقة... وداعا ...
--------
متابعة / سهام بن حمودة
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع