بدأت غنجة شيئا فشيئا تتخلى عن بعض القيم التي تربت عليها،والتي استقتها خاصة من معاشرتها للارملة العجوز التي كانت عنوانا للطيبة والصدق،أصبحت عدوانية المشاعر،تحسب لكل أمر حساب،تكيل الوزن في المعاملات بما ستجني من مال.....
حتى اخوتها أصبحت تضيق بملاحظاتهم،لم تتردد في تذكيرهم في كل مناسبة أنها حرة تعي ما تفعل،أنها اخذت حظها من الألم وعليها أن تصنع حظها من الفرح.......
فكرت في إستثمار ما جنته من مال في التجارة لما لا هي إمرأة ذكية وما تعلمته من زوجها الأخير مكنها من طرق بعض الأبواب التي كان مجرد التفكير في ولوجها ضربا من المستحيل بالنسبة لفتاة ساذجة،من قرية بائسة سلاحها جمال ثائر وقدر اهوج لعب بكل أحلامها البسيطة....
استخرجت جواز سفر،وسافرت بمعية بعض الصديقات لجلب الملابس لبيعها،ودرت عليها هذه التجارة ربحا اغراها بمزيد المغامرة،كانت تتخلى في كل سفرة عن جزء من ذاتها،.....وتفتق ذهنها على فكرة غريبة سيطرت على تفكيرها ،،أصبحت تستقدم بعض فتيات القرية للعمل في المنازل وتتولى الإشراف بنفسها على توزيعهن على العائلات وتختار من تثق فيها لتحل مكانها عندما تكون في سفر.......
لم يعد العمل في البيوت يرضي نهمها الغريب لجمع المال ،لكن حافظت عليه لتستمر علاقتها ببعض السيدات اللاتي عملت لديهن واللاتي كن يساعدنها في بعض المعاملات التي تحتاج لها....
توسع نشاط غنجة أدركت كل الطرق لجمع المال،وغفلت عن ابنها الذي بالغت في توفير الكماليات له واهملت احتضانه وهو المراهق الذي يفتقد لأب يرعاه وصار يفتقد لحضن أم كان الى وقت ما يمثل لها كل الحياة....لم تنتبه إلا لما أغمي عليه في احد الأيام في حصة الرياضة واضطرت إدارة المدرسة إلى إسعافه والاتصال بها لتعلم أن ابنها يعاني ارتفاعا في السكر لكن الادهى والأمر أنه يعاني أيضا من الإدمان،.....
اهتزت الأرض تحت أقدام غنجة،لا يا الله إلا ابنها،ماذا جنته في حياتها لتتوالى المصائب،هل هي الوحيدة التي تدفع ضريبة الخيانة في هذا العالم،أم هي الاقدار التي تستكثر عليها الفرح.....
وابتدا مشوار العلاج،وعاد شبح الخوف يخيم على سماء غنجة ...
للقصة بقية
غنجة ج(19)
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع