لا أنتِ أنصَــفتِ الغَـــرامَ ولا أنـــا
فَعَــلامَ نُلبِسُـهُ المَواجِــعَ والضَّنــا
...
أوَلمْ يكن حِيــــنَ التقَينــا جَنَّــــةً
بالسَّــــعدِ طَرَّزَتِ القلوبَ وبالهَنــا
...
والوَردُ أضحــى أبجَدِيَّـــةَ عِشـقِنا
والشَّمسُ تُشرِقُ في الصَّباخ لأجلِنا
...
والطَّيرُ يخطِفُ كلَّ أســرارِ الهَوَى
ثُمْ يعتَلِـــي فوقَ السَّـحابِ مُؤذِّنا
...
لِيَبُثَّ للأشــــهادِ قِصَّـــةَ مُدنَـــفٍ
جافـــى وكابَرَ ثـــمَّ عــادَ فأذعَنا
...
والحُبَّ أسلــمَهُ القِيـــادَ مُتوِّجــاً
إيَّــــاهُ نَهـــجاً للحيـــاةِ ودَيـــدَنا
...
وغَـــدا يُغَــرِّدُ مِـثلَ غَيثٍ عاشِـقٍ
صُبـحاً يُسَبِّــحُ للوِصالِ ومَــوهِنا
...
قد كــانَ أرَّقهُ الشِّــقاقُ بل اكتَوَى
مـن نارِ بَيــنٍ أورَثَتْ فيـــهِ الوَنى
...
واصطفَّتِ الأحــزانُ مِثلَ سَـحابَةٍ
سَــوداءَ يَحجُبُ غَيضُها كلَّ السَّنا
...
ثُمْ أشرَقَتْ في الأفقِ أسرابُ البَها
طفقت تُكحِّــلُ بالسَّــعادةِ أعيُنــا
...
وافتَـــرَّ صُبــحُ العاشِـــقِينَ بِرِقَّــةٍ
جَذلانَ أغـــرَقَ بالنَّقــــاءِ وأمعَنـــا
...
بالنُّــورِ بَســـمَلَ والورودُ مَحـــابِرٌ
والياسَــمينُ برونقِ السِّحرِ اعتَنى
...
عَودٌ علــى بدءٍ نُراوِحُ في الهـوى
كالشَّكِّ أوغَلَ في النَّقِيـضِ فأيقَنا
...
يا ثُلَّـــةَ العُشَّـــاقِ أنتـــم مَن خَلا
بالصَّفــوِ أنتُم من أســاءَ وأحسَـنا
...
فذَرُوا الغَـــرامَ مُحَلِّقــاً بِجَناحِــهِ
خَلُّــوهُ يَرفُــلُ بالنَّقــــاءِ مُحَصَّنــا
...
مُذ كــانَ بَدءُ الخَـلقِ عَزَّ مَقامُـــهُ
غَنَّـــى له كُلُّ الوجــــودِ ودَندَنـــا
...د. أسامة الحمُّود سوريا
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع